غــدر إســرائـيــل المـعـهـــود

ت + ت - الحجم الطبيعي

نقض الكيان الاسرائيلي العهود وتنكر للاتفاقيات والشروط التي وافق عليها بحضور وزير الخارجية الامريكي جون كيري، وها هو يعلن استمرار الاستيطان وبناء اكثر من الف وحدة سكنية جديدة في القدس العربية المحتلة، وقبل ان تبدأ المباحثات المقررة يوم غد الاربعاء.

لم نفاجأ بغدر اسرائيل، فهو جزء من تكوينه، يسري في دمه، كما يسري السم الزعاف في جسم الافعى، ولكننا فوجئنا حقا بسرعة اجهاض استئناف هذه المفاوضات والتي بذلت واشنطن جهودا كبيرة ومضنية من اجل استئنافها، فقام وزير خارجيتها جون كيري بزيارة المنطقة ست مرات وقضى ساعات طويلة في مباحثات شاقة مع القيادات الاسرائيلية والفلسطينية لتذليل الصعوبات واخراج المسيرة  كلها من المأزق الذي وصلت اليه  بفعل الاجراءات الصهيونية العدوانية المتمثلة في الاستيطان والتهويد لفرض الامر الواقع.

منظمة السلام الاسرائيلية التقطت الرسالة فأعلنت بأن موافقة مجلس الوزراء  على اقامة هذه الوحدات السكنية، هو بمثابة ضربة موجعة للمفاوضات قبل ان تبدأ فعلا،  وهو ما اكده كبير المفاوضين الفلسطنيين الذي اعلن ان القيادة الفلسطينية تدرس امكانية مقاطعتها بعد ان نسفت اسرائيل المسيرة السلمية من جذورها وتصر على اعادة المنطقة كلها الى المربع الاول.
ومن هنا، فإن هذا التصرف الاسرائيلي الاحمق، والذي من شأنه  ان يجر المنطقة كلها الى  المواجهة، يفرض على واشنطن. وهي الراعي الوحيد للسلام، وصاحبة المبادرة بالعودة الى المفاوضات ان تتخذ الاجراءات الفاعلة، والقادرة على لجم هذا الغرور الصهيوني، واجبار صنيعتها وحليفتها على المشاركة في المفاوضات ووقف الاستيطان، وكافة الاجراءات المخالفة للقانون الدولي، فهي الطرف الوحيد القادر على اجبار هذه العصابات بالعودة الى طريق الصواب، واحترام الشرعية الدولية والكف عن اللعب بالنيران.

وفي هذا الصدد نذكر بأن الجنرال ايزنهاور اجبر رئيس وزراء العدو بن غوريون في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، بعد فشل العدوان الثلاثي على مصر على سحب قواته من غزة، كما اجبر بوش الاب رئيس وزراء العدو اسحق شامير على حضور مؤتمر مدريد 1991، بعد تهديده بتجميد القروض لاسرائيل.

اميركا هي المعنية الاولى بوقف التمرد الاسرائيلي على الشرعية الدولية لاعادة المصداقية لسياستها التي تضررت كثيرا بفعل انحيازها الكامل للعصابات الصهيونية، وحمايتها من تبعات القانون الدولي باشهار “الفيتو” لاكثر من 40 مرة، ولحماية مصالحها في المنطقة.

ان افلات العدو الصهيوني من العقاب هو السبب الرئيس لتمادي هذه العصابات الاجرامية، والسبب الرئيس لرفضها الامتثال للقانون الدولي وللشرعية الدولية.

مجمل القول: ان رفض اسرائيل وقف الاستيطان وموافقة مجلس وزرائه على اقامة اكثر من الف وحدة سكنية جديدة قبل استئناف المفاوضات بـ 48 ساعة، يشكل ضربة قاصمة للمفاوضات، وللجهود الاميركية، ما يستدعي اتخاذ اجراءات فاعلة للجم هذا العدوان الغاشم والذي من شأنه ان يجر المنطقة كلها الى المجهول.
 

Email