المصالحة الوطنية اولاً!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو اننا أدمنا الانقسام واعتدنا عليه ويئسنا لكثرة الحديث عن المصالحة دون احراز أي تقدم، ولم يعد احد يطالب بالوحدة الوطنية، وتزداد وتيرة تبادل الاتهامات بين حركتي فتح وحماس، كما لم نعد نسمع سوى عن خطوات أحادية ينوي هذا الطرف أو ذاك اتخاذها دون الرجوع للطرف الآخر، وقد زادت التطورات العربية ولا سيما في سوريا ومصر، من تعميق الانقسام وحدّة الخلافات. وسط هذه الاجواء سمعنا عن مبادرة فلسطينية للشخصيات المستقلة لتحقيق المصالحة... ولكن في مصر وليس عندنا.

لا خلاف على دور مصر واهميتها التاريخية وعلاقاتها الدائمة معنا ومع قضيتنا، ولا خلاف على ان ما يحدث فوق ترابها يؤثر فينا وبالعالم العربي بأسره سلباً او ايجابا، ولا خلاف على اننا نحب مصر ونتمنى الخير والاستقرار والأمن والتطور لها، ولكن الخلاف حول المبادرة وتوقيتها ومضمونها، خاصة وانها تجيء بعد جولة وساطات امريكية واوروبية وعربية خليجية، وبعد تدخلات دولية دبلوماسية باءت كلها بالفشل.

كما تجيء المبادرة وسط اتهامات اعلامية، وقرارات قضائية رسمية تدين الرئيس المعزول محمد مرسي بالتخابر مع جهات فلسطينية معروفة لتنفيذ اعمال ضد الأمن القومي المصري، ولهذا فالرئيس السابق مرسي محكوم بالسجن وليس مجرد معزول أو موقوف.

وفي مضمون الوساطة، فإن المطالبة بالافراج عن الرئيسين السابقين محمد مرسي وحسني مبارك تثير ردود فعل سلبية واسعة لدى اوساط مصرية كبيرة.

ومع احترامنا للنوايا الطيبة لأصحاب المبادرة هذه، فإنها جاءت بنتائج عكسية، وربما سلبية ايضا، وكانت موضع استغراب وتساؤلات عديدة في مقدمتها ان علينا ان نبادر لتحقيق المصالحة الوطنية اولاً قبل ان نفكر بمبادرة للإصلاح والمصالحة بين الآخرين، وان كنا عاجزين عن تحقيق مصالحتنا فكيف نتوقع ان نصلح بين الآخرين وان نكون اقدر من كل الوسطاء الذين فشلوا قبلنا؟

 

Email