مخطط صهيوني لهدم الأقصى

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن الكشف عن المخطط الصهيوني الذي تتبناه حكومة نتنياهو الإرهابية لهدم الأقصى مفاجأة بل يجيء ليؤكد ما أشرنا إليه أكثر من مرة في هذه الصحيفة بأن ما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات خطيرة ممنهجة، هو جزء من سيناريو صهيوني يقوم على إرهاب المصلين لاقتسام المسجد، ومن ثم هدمه وإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم.

إن خطورة ما كشفته صحيفة الجيروسالم بوست الصهيونية، هو قيام حكومة نتنياهو بتمويل المنظمات اليهودية المتطرفة وتشجيعها لتنفيذ خططها ومخططاتها الإجرامية في هدم المسجد وإقامة الهيكل الثالث، وهو ما يؤكد أنها لا تقيم وزنا للقانون الدولي، ولا تؤمن بالسلام ومتمسكة بالصهيونية العنصرية القائمة على الاحتلال والاستيطان والترانسفير، وقد استغلت المفاوضات لتكريس الأمر الواقع من خلال رفع وتيرة الاستيطان، وجرائم التطهير العرقي فاستولت على 86%  من أراضي القدس العربية وكسرت معادلة الديمغرافيا فأصبح اليهود لأول مرة في التاريخ أكثر من العرب.

لقد عرف أهلنا في القدس المخطط الصهيوني مبكرا من خلال ما يجري على الأرض، فاستغاثوا بقادة الأمة أكثر من مرة، ومن على منبر صلاح الدين، وهم يرون الانفاق تهدد بانهيار الأقصى، ويرون العدو يقوم على تهويد ساحات المسجد من خلال إقامة الكنس التوراتية،  حول الأقصى بعد هدم العمارات الوقفية وتوسيع ساحة البراق والتي يسمونها حائط المبكى ظلما وتزويرا، ويبني جسرا يصلها بباب المغاربة يسمح لجنود العدو ورعاع المستوطنين الدخول إلى المسجد وبأعداد كبيرة.

إن كشف هذا المخطط ومن خلال الصحف الإسرائيلية يضع الأمة كلها أمام الحقيقة  الموجعة المرة، وأمام نوايا واهداف العدو الصهيوني، والتي اصبحت واضحة جلية، لا بل أوضح من الشمس في رابعة تموز، ولم يعد ينفع مواجهتها ببيانات التنديد والشجب والاستنكار، وقد وضع الجزار الصهيوني السكين على عنق الضحية.

إن الخطوة الأولى في تقديرنا هي أن تجمع الأمة أمرها وتنسى خلافاتها. بعد أن ثبت أن العدو استغل المستجدات التي تعصف بها والخلافات التي مزقتها وتمزقها الى شيع وأحزاب،  بعد أن أشعل أعداؤها فتيل الخلافات المذهبية “سنة وشيعة” لتنفجر حربا قذرة في سوريا والعراق ولبنان وها هي توشك أن تمتد لأبعد من ذلك ما يعني نجاح المخطط المعادي القائم على نشر الفوضى الخلاقة، لإعادة تقسيم المنطقة من جديد، بعد أن أصبحت “سايكس - بيكو”، غير صالحة للاستعمال.

والخطوة الثانية هي تجميد المعاهدات والاتفاقات مع هذا العدو، وقد ثبت أنه استغل مرحلة السلام لتهويد القدس والأقصى، وسرقة الأرض، فهو لا يحترم معاهدات ولا اتفاقيات، بل يستغلها ويستغل الأجواء التي رافقتها لتنفيذ المشروع الصهيوني التوسعي التهويدي.

مجمل القول: كشف تقرير الصحف الإسرائيلية نوايا العدو وأهدافه الحقيقية والتي لم يعد قادرا على أن يخفيها، وها هو ينفذها على الأرض استيطانا وتهويدا تمهيدا لهدم الأقصى واقامة الهيكل المزعوم، ما يفرض على الدول الشقيقة أن ترقى الى مستوى الحدث الخطير، وتتخذ قرارات جماعية قادرة على لجمه قبل أن تصحو ذات يوم وقد هدم الأقصى.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
 

Email