دعم الاستيطان لا يخدم السلام ولا يشجع استمرار التفاوض

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد انتهاء الجولة الاولى من المفاوضات والاعداد للجولة الثانية اقرت الحكومة الاسرائيلية خطة تستهدف ما اسموه تطوير بعض "البلدات" ذات الاولوية ومن بينها ٢٠ مستوطنة بالضفة وثلاث بؤر استيطانية اقيمت دون ترخيص، اي ان الدعم لا يشمل المستوطنات القائمة فقط ولكن ترخيص ما هو غير مرخص اي بناء مستوطنات جديدة.

وهذا التطوير الذي يتحدثون عنه يعني الدعم المالي الكبير للاسكان والبنية التحتية والتعليم وغير ذلك من الخدمات والبناء، ويعني آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة.

وقد اثارت هذه الخطوة استياء ليس من الفلسطينيين فقط ولكن حتى من بعض اطراف الحكومة الاسرائيلية نفسها ومن بين هؤلاء الوزيرة المفاوضة تسيبي لفني والوزير عمير بيرتس وقد وصف الاثنان هذه العملية بانها لا تعكس مصلحة عامة وانما مصلحة حزبية ضيقة وتسيء الى جهود السلام، وقال بيرتس ان هناك مواقع اسرائيلية احق بالدعم واحوج اليه من بعض المواقع الاستيطانية التي جاءت بالخطة، مما يؤكد ان الهدف هو تدعيم الاستيطان بالدرجة الاولى وليس مجرد عملية تطوير عادية.

وقد لوحظ كذلك ان غالية المستوطنات المشمولة بالدعم هي من معاقل حزب "البيت اليهودي" الذي يتزعمه المتطرف نفتالي بينيت ويجيء ذلك مقابل صمته عن الافراج عن بعض الاسرى حيث كان نتانياهو قد اكد له ان دعم الاستيطان سيستمر وبقوة وهذا ما حصل فعلا كما نرى في هذه الخطة. ومن المعروف ان بينيت هذا قد دعا الى قتل الاسرى بدل الافراج عنهم.

إن هذه الخطوة تدل بوضوح ان اسرائيل لا ترغب في السلام وانما بالتوسع والاستيطان، لان الاستيطان يلتهم ممساحات جديدة من الارض ويقتل ما تبقى من احتمالات قيام الدولة الفلسطينية ويدخل المفاوضات مرة اخرى، في متاهه من عدم الوضوح والعبثية، ويصبح الحديث عن حدود ٤ حزيران ١٩٦٧ مجرد حديث يتطاير في الهواء ولا قيمة حقيقية له.

ان هذا التصرف الاسرائيلي وفي هذا التوقيت بالزات لا يكون الرد عليه بمجرد الاستنكار والتنديد وقد اعتادت اسرائيل على ذلك، وانما يتطلب توضيحا اميركيا وبصورة خاصة وزير الخارجية جون كيري الذي اتعب نفسه بالسفر والجولات المكوكية حتى حقق هدفه باستئناف المفاوضات، وما هو رد فعل الادارة الاميركية وهي التي تكرر القول ان الاستيطان لا يخدم عملية السلام. كما ان هذه الخطوة تستدعي اعادة تقييم فلسطينية لمجمل الاوضاع والمفاوضات بصورة خاصة، حتى لا تتكرر المراحل السابقة حيث كانت المفاوضات غطاء للاستيطان، واذا اقروا بعد كل جولة من المفاوضات خطة كهذه لدعم الاستيطان، لن تنتهي الاشهر التسعة المقترحة لهذه المفاوضات الا وتكون بقية الارض قد ضاعت، وتكون القدس قد ازدادت احزانها وعزلتها وعمليات تهويدها وتزوير تاريخها ..!
 

Email