مفاوضات السلام..ما المصير ؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

  شهد شاهد من أهلهم، وشكك محللون إسرائيليون في استعداد نتانياهو للقيام بتنازلات للتوصل إلى اتفاق سلام، فلم يتجن عليه مفاوضون فلسطينيون، ولكن التي تقول ذلك أقلام إسرائيلية تتساءل بقدر هائل من التشكيك الذي يضفي على نوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي قدرا هائلا من الغموض.

فالإسرائيليون لا يعرفون هل أن نتانياهو يرغب فقط في إطلاق عملية المفاوضات أو إن كان يريد فعلا التوصل إلى اتفاق. وحينما تقول وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين أنه تم إرسالها إلى واشنطن لبدء محادثات السلام للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات للحديث باسم الحكومة الإسرائيلية بدعم من نتانياهو رغم وجود خلافات عميقة داخل الحكومة الإسرائيلية.

فإن ذلك يثير غموضا حول الكيفية والأفق التي ستعالج بها الملفات الخلافية الكبرى في النزاع الإسرائيلي ــ الفلسطيني وهي اللاجئون ووضع القدس وترسيم الحدود والمياه. وإذا أضيف إلى ذلك أن نتانياهو يزعم أنه تكبد عراقيل كبيرة من أجل إطلاق سراح 104 أسرى فلسطينيين، وهي عراقيل لا تبشر ببقاء الائتلاف الحكومي الإسرائيلي.

فإن ذلك ينطوي على احتمالين، أولهما: أن هذا الائتلاف قد يتعرض للتفكك والانشطار، فتدخل هذه المفاوضات نفقا مظلما، خاصة أن المفاوض الإسرائيلي قد يستغل ظروفا كتفكك الائتلاف الحكومي في تجاوز السقف الزمني الذي حدده المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون لأنفسهم، والذي يقضي بالتوصل إلى اتفاق سلام خلال تسعة أشهر.

وثانيهما: أن يستغل رئيس الوزراء الإسرائيلي عراقيل إطلاق الأسرى في تعقيد التفاوض بشأن القضايا الخلافية الكبيرة، فيتمرس عند موقف قديم ولا يقدم تنازلات بخصوص هذه القضايا، ليمكن التوصل إلى اتفاق سلام خلال الفترة التي تم الاتفاق عليها، ومن ذلك ليس من المعروف حتى اللحظة كيف سيكون مستقبل هذه المفاوضات، وما هي الضمانات التي لا تجعل هذه المفاوضات تلقى مصير سابقاتها.
 

Email