مصر وضرورة عبور مأزق الخلافات المتصاعدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

 يتكثف القلق، إقليميا ودوليا، إزاء تصاعد حالة الاستقطاب والتأزم السياسي بمصر، وتتجدد حاليا نداءات الحادبين على المصلحة الوطنية لمصر ولأبنائها، مطالبة بضرورة العمل على تجنيب مصر، أية بوادر لاحتمالات الانزلاق إلى دوامة العنف والعنف المضاد.

ومن هذا المنطلق، تأتي نظرة المراقبين إلى حالة الاحتشاد الشعبي، التي عمدت إليها أطراف الأزمة بمصر، في وقت يتمسك فيه كل طرف بموقفه من الأزمة الراهنة لا يبغي التحول عنه. هذه النظرة تستحضر أن العديد من القوى الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الدول العربية والإسلامية، قد عبرت مبكرا عن حرصها على الاستقرار في مصر لأن كل ما قد يمس مصر من مهددات عدم الاستقرار، لا قدر الله، أن حدوث ذلك سينعكس سلبا على الواقع الإقليمي بأسره، وذلك بالنظر إلى الثقل السياسي والدبلوماسي والاقتصادي، والثقافي والحضاري المشهود، الذي ظلت مصر تتميز به عبر تاريخها، قديمه وحديثه.

إن المخاوف لا تزال ماثلة من المهددات التي ترتبط بحالة الاستقطاب السياسي، ورفض الأطراف الأساسية للأزمة الاحتكام إلى آلية الحوار الوطني، كمقدمة لابد منها، لإرساء الهدف الوطني الأساسي المنشود، بالمصالحة الوطنية الشاملة وتوحيد الصف المصري، ليتفرغ أبناء مصر إلى هموم التنمية والنهضة الاقتصادية، استكمالا لكل ما حققته مصر في كافة المجالات والقطاعات من تقدم مشهود خلال المراحل الماضية.

في هذا الإطار، نشير إلى أهمية أن يترفع الفرقاء السياسيون المصريون من الفجور في الخصومة، أو محاولة إشعال الفتنة بأي أسلوب من الأساليب. لأن خطورة المنعطف السياسي الذي تمر به مصر حاليا، باتت تفرض على الجميع إعلاء المصلحة الوطنية العليا على كل ما عداها من مكاسب حزبية أو شخصية.

إن التطلع يتزايد في التوقيت السياسي الراهن، لرؤية مصر بكافة ألوان طيفها السياسي، تعبر هذه المرحلة العصيبة من تاريخها، وهي أشد قوة ومنعة وأكثر توحدا شعبيا وتصالحا وطنيا، فالوطن يتسع للجميع، ولا مجال في العمل السياسي لتجاوز الأزمات مهما كبرت، سوى آليات الحوار الديمقراطي المفتوح لمشاركة الجميع.

 

Email