انجازات وارفة .. واصلاح واعد يضيء عيد الجلوس الملكي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في صبيحة العيد الرابع عشر للجلوس الملكي الميمون يقرأ الأردنيون في دفتر الوطن الغالي الانجازات الباهرة التي تحققت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني وفي مختلف المجالات رغم شح الموارد وقلة الامكانات فأصبح هذا الحمى العربي مقصدا للأشقاء العرب، للدراسة في جامعاته العريقة، أو الاستشفاء في مشافيه التي تضاهي مثيلاتها في أوروبا وأمريكا. أو الاطلاع على النهضة العمرانية الشامخة والعلمية والتكنولوجية المتقدمة والتي تشهد بقدرة الانسان الاردني على العطاء، وقدرته على التفوق والابداع في كافة المجالات.

في عيد الجلوس يتيه الأردنيون فخرا بقائدهم جلالة الملك الذي قال فصدق وعاهد فأوفى، واستطاع بحكمته وسداد رأيه حماية الأردن من الانزلاق في المتاعب التي تعصف بدول الجوار بعد ان انحاز جلالة الملك للربيع العربي، معتبرا ان هذا الحدث التاريخي يشكل فرصة ثمينة لتحقيق الاصلاح المنشود، والتخلص من المعيقات والصعوبات التي تعترض المسيرة، وهكذا قاد جلالته مسيرة الاصلاح متخذا من الحوار العقلاني الهادف البناء السبيل الوحيد لتحقيق الوفاق الوطني، وهذا ما تحقق من خلال تعديل أكثر من ثلث مواد الدستور والتي أفضت إلى تشكيل المحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للانتخابات.

مفاصل ومحطات كثيرة شهدتها مسيرة الاصلاح وبالذات الاصلاح السياسي، أبرزها اجراء الانتخابات النيابية الأخيرة، والتي تعتبر بحق ثمرة من ثمار الربيع الأردني. وأكدت ان الشعب الأردني عازم على المشاركة، بدليل أن نسبة مشاركته في هذه الانتخابات كانت أكثر من مثيلاتها في الانتخابات السابقة.

وأكدت أيضا رغبة هذا الشعب بتجديد الحياة السياسية فتم انتخاب أكثر من 80 نائبا جديدا.

انحياز جلالة الملك إلى الحراك الشعبي والدفاع عن هذا الحراك باعتباره حقا مشروعا ما دام القائمون عليه حريصين على النظام العام، وعلى حماية الممتلكات العامة والخاصة، وهكذا أينع هذا الحراك نموذجا أردنيا راقيا لا مثيل له في المنطقة. ما يؤكد وعي الشعب الأردني، وحرصه على ان يبقى الحراك سلميا ديمقراطيا في الوقت الذي انحازت الأنظمة في دول شقيقة إلى الخيار العسكري والحلول الأمنية، كما جرى في ليبيا وكما يجري في سوريا فانفجرت الحروب الأهلية التي فتحت الباب على مصراعيه للتدخلات الخارجية، وحولت الشام إلى بلد منكوب يئن تحت وطأة الموت والخوف والتهجير.

لقد آمن جلالة الملك بالديمقراطية كنهج للحكم لا بديل عنها، وأداة ناجعة لتحقيق الاصلاح، وصمام امان لحماية المسيرة، فطرح رؤيته في كيفية تحقيق التحول الديمقراطي والحفاظ على ثوابت هذا النهج القائمة على احترام الرأي الآخر، والمشاركة والحوار في أربع أوراق نقاشية، مؤكدا على مبدأ الالتزام والمشاركة بصفتها جوهر المواطنة الفاعلة لتحقيق التحول الديمقراطي المنشود وجاء برنامج التمكين الديمقراطي الذي طرحه جلالته في ورقته الرابعة بمثابة الدعوة والحرص على تعزيز وتنمية مبادئ الديمقراطية والقيم التنموية التي أساسها سيادة القانون ونبذ العنف، وقبول الآخر والحوار و المساءلة، وتحفيز مؤسسات المجتمع المدني للقيام بدورها في دعم التحول الديمقراطي.

مجمل القول: في عيد الجلوس الملكي الرابع عشر الميمون، يتيه الأردنيون فخرا بالانجازات الباهرة التي تحققت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني وعلى كافة الصعد، وباصراره على تحقيق الاصلاح الشامل، وترسيخ الديمقراطية كنهج للحكم، ورافعة لتحقيق التغيير المنشود وتجذير دولة القانون والمؤسسات، للحفاظ على هيبة الدولة وهيبة مؤسساتها، وتهيئة المناخ للاستثمارات العربية والأجنبية، للخروج من المأزق الاقتصادي وتعزيز مكانة الأردن الأقليمية والدولية والتي تشهد بدور جلالته ومصداقيته في العالم كله وهو الحريص على الحل العادل للقضية الفلسطينية، وعلى حل الأزمة السورية حلا سلميا يحافظ على وحدة القطر الشقيق: وطنا وشعبا.

في عيد الجلوس الملكي ينظر الشعب الأردني إلى المستقبل الواعد بتفاؤل كبير، ما دام جلالة الملك عبدالله الثاني هو ربان السفينة. وكل عام والوطن وقائد الوطن بخير.
 

Email