نهضة وارفة وديمقراطية واعدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحقُّ للأردنيين والأمة كلها أن تحتفي بعيد الاستقلال الميمون, وبالإنجازات العظيمة التي حققها جلالة الملك عبدالله الثاني، وأرسى مداميكها الحسين الباني رحمه الله، وبالديمقراطية الواعدة التي تظلّل الوطن من أدناه إلى أقصاه.

نقرأ في دفتر الوطن جهود وجهاد الأوائل الذين بنوا هذا الحمى العربي وجعلوا منه صرحاً حضارياً يتيه بتقدمه في كافة المجالات وخاصة الصحية والتربوية حتى أصبح قبلة لأبناء الأمة كلها، يقصدونه لينهلوا من جامعاته، أو للاستشفاء في مشافيه وطناً ينعم بالأمن والاستقرار في منطقة تمور بالزلازل والحروب والفتن، وذلك بفضل سياسة جلالة الملك.. وحكمته، وسداد رأيه فكان ولا يزال الربان الأمين القادر على الوصول بالسفينة إلى بر الأمان.

وفي هذا السياق، فلا بد من الإشارة الى انحياز جلالة الملك إلى الربيع العربي دون غيره من قادة الأمة، مسجلاً بذلك رؤية متقدمة وإيماناً قاطعاً بالديمقراطية كنهج لا بديل عنه لتحقيق الإصلاح الشامل في كافة الميادين.

لقد وجد جلالة الملك في هذا الربيع فرصة للقضاء على الصعوبات التي تعترض المسيرة، وعاملاً مهماً للإسراع في تحقيق التقدم والتطور والخروج من مربع الانتظار.

لقد استطاع جلالته برؤيته الثاقبة ان يجنب هذا الوطن المزالق الخطيرة التي وقعت فيها أقطار عربية، حينما أصر على الاستجابة لمطالب الشعب في الحرية والكرامة والديمقراطية وتداول السلطة، متخذاً من الحوار الوسيلة المثلى لتحقيق الوفاق الوطني، والذي تجلى في تعديل اكثر من ثلث مواد الدستور، وتشكيل محكمة دستورية، وهيئة مستقلة للاشراف على الانتخابات، وايلاء القضاء والحريات الشخصية منزلة متقدمة، واجراء انتخابات نيابية، شهد بنزاهتها وشفافيتها كافة المراقبين الدوليين والمحليين الذين حضروا لهذه الغاية، وسجلت اقبالاً شعبياً جيداً، اذ تجاوزت نسبة المشاركين 56%، ما يعني ويؤكد أن المواطنين مصرون على المشاركة، ومصرون على الاستمرار في مسيرة الإصلاح والإنجاز والبناء، بعد أن ثبت أن المقاطعة لا تبني أوطاناً، وأن التغيير والإصلاح لا يتم إلا من تحت القبة، ومن خلال المؤسسات التشريعية والأطر الدستورية.

الأردن العربي الهاشمي وارث الثورة العربية الكبرى، بقي وفياً لمبادىء هذه الثورة، رافعاً بيارقها فوق هامات الرجال، متمسكاً بثوابتها والتي هي ثوابت الأمة في تحقيق الوحدة وترسيخ التضامن والتصدي للمعتدين وعلى رأسهم العدو الصهيوني الذي استغل خلافات الأمة والمستجدات التي تعصف بأقطارها، فقام برفع وتيرة الاستيطان والتهويد.

لقد أثبت هذا الحمى أنه الوفي لفلسطين وشعبها، وللقدس وأقصاها، وجاءت الاتفاقية بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني لتؤكد الوصاية الهاشمية على القدس والأقصى وتثبيتاً لبيعة أهل فلسطين والقدس للشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه.

مجمل القول : في عيد الاستقلال الميمون، ننحني إجلالاً وإكباراً للقيادة الهاشمية وللرواد الأوائل الذين بنوا الأردن وجعلوا منه ترويدة فخر واعتزاز، بالتمسك بالمبادىء والثوابت، والحرص على الإنجاز والتقدم والعطاء بلا حدود، فأصبح - بعون الله - بحكمة وشجاعة وسداد رأي جلالة الملك عبدالله الثاني مثالاً يحتذى في المنطقة في تحقيق الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار، رغم شح الموارد وقلة الامكانات.. دولة قانون ومؤسسات، وديمقراطية وتعددية، لا تنال منه الشدائد ولا تهزه العواصف.

وكل عام والأردن وشعبه وقائده بخير...
 

Email