طرد السفير الإسرائيلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

 انتصر مجلس النواب للأقصى والقدس، وطالب الحكومة بطرد السفير الاسرائيلي واستدعاء السفير الاردني من تل ابيب في خطوة شجاعة غير مسبوقة، داعيا الى تنفيذ قرار ممثلي الشعب الاردني والذي اتخذ بإجماع نيابي.

ان اتخاذ هذا القرار ردا على انتهاك المسجد الاقصى يجيء بعد رفض العدو الامتثال للقانون الدولي وللقرارات ذات الصلة، مصرا على تدنيس الاقصى وفق نهج صهيوني خبيث يهدف الى ترويع المصلين، وتهويد ساحات المسجد واقتسامه مع المسلمين على غرار ما حدث للمسجد الابراهيمي في الخليل.

وفي ذات السياق فإن تدنيس الاقصى لم يعد حادثة معزولة، بل اصبح عملا ممنهجا وشبه يومي، ما يشي بان العدو الصهيوني، يمهد لاحداث جسيمة، تطال المسجد والقدس، ويكشف الى جانب ذلك الوجه القبيح والشرير للصهاينة المتطرفين، والعنصرية الصارخة التي تمارسها حكومة المتطرفين برئاسة نتنياهو والمتمثلة في منعها المسلمين من تأدية الصلاة في الاقصى. واعتقال مفتي الديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين والاعتداء على المصلين العزل وخاصة كبار السن والنساء بالضرب المبرح، واطلاق الغازات المسيلة للدموع، والكلاب البوليسية المدربة.

إن قرار مجلس النواب هذا يمثل مرحلة جديدة في تاريخ العمل النيابي فهو يستجيب لنبض الشارع الاردني ويترجم مشاعر الامة الغاضبة على انتهاك مقدساتها باتخاذ قرار سياسي مهم، من المرجح ان يتطور الى افعال واجراءات اخطر اذا ما اصر العدو على المضي في اعتداءاته على الاقصى، وتهويد القدس، والتنكر لحقوق الشعب العربي الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وعاصمتها القدس الشريف.

ومن هنا فإننا ندعو الدول الشقيقة التي تقيم علاقات دبلوماسية مع العدو وخاصة الشقيقة مصر ان تحذو حذو ممثلي الشعب الاردني، وتتخذ قرارا جريئا بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، واستدعاء السفير المصري من

تل ابيب ووقف التطبيع مع العدو الى حين الالتزام بالقرارات الدولية وفي مقدمتها وقف الاستيطان وتهويد القدس، والالتزام بتنفيذ القانون الدولي، والمعاهدات ذات الصلة التي تحظر اجراء اية تغييرات في الارض المحتلة، واحترام الشعائر الدينية، والحفاظ على الاماكن المقدسة، والسماح بتأدية الصلوات بكل حرية.

وفي ذات السياق فلا بد من التأشير إلى حقيقة هامة، وهي ان العدو لم يتجرأ على تدنيس الاقصى وحرق المساجد والمصاحف الشريفة، وتهويد اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الا عندما وجد ان الدول الشقيقة لا تنوي مغادرة مربع الشجب والتنديد والاستنكار، وهو ما دفعه الى رفع وتيرة الاستيطان، والاعلان جهارا نهارا عن تغيير معالم المدينة المقدسة، وتحويلها الى مدينة توراتية بأغلبية يهودية.

مجمل القول: نثمن قرار مجلس النواب العتيد بطرد السفير الاسرائيلي من عمان وسحب السفير الاردني من تل ابيب ردا على انتهاك العدو السافر والفاضح لحرمة المسجد الاقصى واعتقاله مفتي الديار الفلسطينية والاعتداء على المصلين الركع السجود.

وندعو الدول الشقيقة، وخاصة الشقيقة مصر الى ان تحذو حذو الاردن ويتخذ مجلس الشورى قرارا بطرد السفير الصهيوني في القاهرة كما نطالب جامعة الدول العربية بعقد اجتماع طارئ لمناقشة العدوان على الاقصى، واتخاذ قرارات جريئة وبالاخص تجميد المعاهدات ووقف التطبيع، واحياء المقاطعة الاقتصادية كسبيل وحيد لحماية الاقصى وإنقاذ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

“ولينصرن الله من ينصره” صدق الله العظيم.
 
 

Email