مجلس الأمن يتخلى عن مسؤولياته

ت + ت - الحجم الطبيعي

 تخلى مجلس الامن الدولي عن مسؤولياته حينما فشل في ارسال وفد للاطلاع على احوال اللاجئين السوريين في الاردن، والاوضاع المعيشية الصعبة التي يعانون منها، بعد تراجع المجتمع الدولي عن تعهداته، واثار استمرار اللجوء على امن واستقرار المملكة وقد وصلت اعداد اللاجئين الى نصف مليون لاجئ، ومن المتوقع ان يصل الى المليون، قبل نهاية العام الحالي، قدرت كلفة ايوائهم بمليار دولار.

وفي هذا السياق، فلا بد من الاشارة الى ان الاردن حينما قرر رفع ملف اللاجئين الى مجلس الامن، فانه يهدف بذلك الى وضع المجتمع الدولي وخاصة الدول الكبرى امام مسؤولياتها في الحفاظ على الامن والسلم الدوليين، في ظل خطورة تداعيات الازمة السورية، وما يمكن ان تجره على المنطقة كلها من اثار مدمرة بعد ان اصبحت الساحة السورية ميدانا للحرب الباردة، وميدانا لتصارع مصالح الدول الاقليمية.

لقد حظيت الجهود الاردنية في هذا المضمار بتثمين وتقدير كافة الجهات والمنظمات الدولية والانسانية، المعنية بشؤون الاغاثة جراء ما يتكبده من اعباء باهظة لاستضافة اكثر من نصف مليون لاجئ، حيث ابدت هذه المنظمات تفهما تاما لضرورة قيام وفد يمثل مجلس الامن بزيارة مخيمات اللجوء، للوقوف على معاناة اللاجئين وعلى الجهود الكبيرة والمكلفة التي يقوم بها الاردن، وتؤثر تأثيرا سلبيا بالغا على اوضاعه الاقتصادية.. في ظل ما يعانيه من مديونية عالية وعجز في الموازنة العامة للدولة، ادت في وقت سابق الى الغاء الدعم عن المشتقات النفطية، ما ادى الى ارتفاع ملحوظ في الاسعار.

ان عدم اتفاق اعضاء المجلس على ارسال وفد الى مخيمات اللجوء يعيد التأكيد على دور مجلس الامن ويؤشر على عدم جديته في انقاذ الشعب الشقيق من المأساة التي تحيق به، ان لجهة تقديم مساعدات مالية عاجلة لدول الجوار التي تستضيف اللاجئين ما يمكنها من القيام بواجباتها تجاه الاشقاء وان لجهة الانحياز الى الحلول السياسية كما نصح جلالة الملك عبدالله الثاني الادارة الامريكية في زيارته الاخيرة كسبيل وحيد لانقاذ القطر الشقيق: ارضا وشعبا من الحرب الاهلية ومن التقسيم، واقامة دويلات طائفية متناحرة، وانقاذ المنطقة كلها من حركات التطرف التي وجدت في الساحة السورية مكانا مناسبا لمارسة احقادها وجرائمها.

مجمل القول: نأمل ان يعيد مجلس الامن النظر في مواقفه وان يرسل وفدا الى الاردن للاطلاع على اوضاع اللاجئين، وعلى التكاليف الباهظة التي يتحملها وخطورة استمرار تدفق اللاجئين على نسيجه الاجتماعي، وعلى امنه واستقراره، في ظل استمرار تدفق امواج اللاجئين واستمرار الحرب الاهلية القذرة لفترة طويلة.

ان تهرب مجلس الامن من تحمل مسؤولياته هو سبب اطالة امد الحرب القذرة التي تطحن الشعب الشقيق وسبب امتداد نيرانها الى دول الجوار.
 
 

Email