الوضع في سوريا ومآلاته

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعد خافيا على أحد أن استمرار الأزمة السورية منذ اندلاعها قبل نحو العامين وحتى الآن يعزى بالدرجة الأولى إلى أن النظام السوري لا يلقى دعما من شعبه بقدر ما يلقى دعما من الخارج، فالأسلحة، بأعيرة مختلفة، تتدفق عليه عبر طائرات لا يتم تفتيشها، وعبر طرق التفافية لا يتم كشفها، وروسيا تحشد بوارجها وقطعها العسكرية في البحر الأبيض المتوسط، ومساعدات عسكرية لوجستية وغير لوجستية تتدفق عليه من لبنان من وراء ظهر الدولة.

الجيش السوري الحر لا يلقى مثل هذه المساعدات، بل ما يبعث على السأم أن الدول الغربية، تصر على تقديم مساعدات لا تغني ولا تسمن من جوع، لكل ذلك استطالت الأزمة السورية إلى ما يزيد على العامين، والسبب الرئيسي شروخ سياسية في الموقف الدولي، دون الأخذ في الاعتبار الأهوال التي يتعرض لها الشعب السوري على أرض بلاده، ولا العذابات التي يعانيها اللاجئون السوريون في كل دول الجوار وخارجها.

ألا يعني ذلك أن الآلية الأممية الراهنة، والتي يمكن من خلالها الانتصار للشعوب المحكومة بحديد الاستبداد وناره قد أفلست في تحقيق الأمن والسلام للشعوب المقهورة في العالم، ألا يجب أن تسأل الدول الكبرى: لماذا هذا الموقف البلاستيكي المراوغ؟ وهل من المقبول أن يدفع الشعب السوري ثمن مقايضات بين الكبار، ويتحول إلى ضحية نظام دولي لم يهتد بعد إلى آليات مناصرة الشعوب الطامحة للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية؟ وإلى متى يستمر هذا الوضع الدموي في سوريا؟ وهل من العدل أن يحصل طرف لا شرعية له على دعم متنوع، بينما الجيش الذي شكله وأناطه الشعب السوري بمهمة التحرير لا يجد من يدعمه بأسلحة نوعية بالمثل، وبإمكانات قتالية تشد أزره في ميدان أصبحت مساحته بكل مساحة البلاد.

 
 

Email