إنقاذ الأسرى أولوية لا تحتمل التأخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

في يوم الأسير الفلسطيني تطالعنا وجوه آلاف الأسرى والأسيرات الفلسطينيات في سجون العدو، من قضوا بسبب التعذيب او من لا يزالون يئنون تحت سياط الجلاد الصهيوني.

وفي هذا السياق فلا بد من التأكيد على حقيقة هامة تفضح ممارسات العدو اللإنسانية وهي اصراره على معاملتهم كسجناء جنائيين، وليس كأسرى حرب قاوموا العدو لتحرير وطنهم ومقدساتهم وانقاذ شعبهم من جور الاحتلال، وفقا للقانون الدولي الذي شرع مقاومة الاحتلال وانزال المقاومين منزلة رفيعة، ومنحهم اعلى الاوسمة، واصبحوا قادة لأممهم، فالجنرال ديغول لم ينل هذه الشهرة الرفيعة والاحترام العالمي، الا لأنه قاد المقاومة الفرنسية ضد النازي الذي اجتاح فرنسا ومعظم الدول الاوروبية في الحرب العالمية الثانية.

إن حقد العدو على الاسرى يعود لفشله في ترويضهم، وفشله في كسر ارادتهم الصلبة، وقد استطاعوا ان يحولوا المعتقلات الصهيونية الى مدارس في الوطنية والصمود والمقاومة، وهذا ما دفعه الى ممارسة اقسى انواع التعذيب النفسي والجسدي، وحقنهم بأدوية ممنوعة ادت الى موت بعضهم بمرض السرطان كما حدث للشهيد ابو حمدية مؤخرا..

لقد تحولت المعتقلات الصهيونية الى ميدان لصراع الارادات بين العدو المحتل والاسرى، ونجزم ان العدو قد فشل حتى الان في ترويض ارادة الاسرى والاسيرات، رغم شراسة التعذيب، ولجوء جلاوزة السجون الى اساليب نفسية لا اخلاقية. وخاصة ضد الاسيرات محاولات الايقاع بهن.

إن معركة الامعاء الخاوية التي يخوضها الاسرى وقد مضى على اضراب سامر العيساوي 261 يوما، تؤكد ارادة الاسرى الصلبة، الذين ضربوا مثلا في الصمود والصبر ليس له مثيل في العالم رافضين عروض العدو بالافراج عنهم مقابل ابعادهم عن وطنهم.

لقد وضعت قضية الاسرى الفلسطينيين وعددهم حوالي “4600” اسير واسيرة الأمة كلها امام الحقيقة المرة، وهي خذلانها لأبنائها الذين ضحوا من اجل وطنهم ومقدساتها، وكشفت ايضا للعالم كله ان العدو الصهيوني لا يحترم القوانين والمواثيق والاعراف الدولية التي نصت على معاملة الاسرى، ويصر على تصفية هؤلاء المناضلين، لكسر ارادة الشعب الفلسطيني، واخماد جذوة مقاومته، في ظل التواطؤ الغربي والدعم الامريكي اللامحدود، الذي كان ولا يزال السبب الرئيس في استمرار الاحتلال واستمرار الاستيطان والتهويد.

مجمل القول: لقد كشفت قضية الاسرى الفلسطينيين مأساة الشعب الفلسطيني، ومأساة ابنائه في سجون الاحتلال.. واسقطت القناع عن وجه العدو الصهيوني العنصري القبيح. ووضعت الامة كلها امام مسؤولياتها القومية والانسانية لانقاذ ابنائها من الموت الصهيوني المحقق.
 
 

Email