العلاقات الاردنية - الفلسطينية.. مثال يحتذى

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعد من نافلة القول التأكيد ان العلاقات الاردنية - الفلسطينية علاقات متميزة، ومثال يحتذى بين الدول الشقيقة، في أصالتها، وعمقها وتآخيها وتجذرها في النفوس قبل ان تتجذر في هذه الارض الطيبة.

ان المتابع المنصف لمسيرة هذه العلاقات التاريخية، يجد ان الاردن العربي الهاشمي بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني وظف ويوظف كافة امكاناته الدبلوماسية والمادية لدعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق في وطنه. ودعم نضاله العادل لدحر الاحتلال، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وفي هذا الصدد لا بد من التأكيد بأن الموقف الاردني هذا ليس صدفة، او جزءا من العلاقات العامة، بل هو معمد بدم الشهداء الذين سقطوا في ساحات الاقصى وباب الواد وسهول جنين.. الخ ولا تزال حرى تهيب بالأمة لتحرير اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .. وهو الامانة التي يحملها الهاشميون الابرار منذ عهد الحسين بن علي الى الملك المعزّز عبد الله الثاني بالحفاظ على الاقصى والعمل على إنقاذه من براثن الاحتلال البغيض.

ومن هنا فاستمرار رعاية الاردن لهذه المقدسات هو تجسيد لهذه الامانة، والاصرار على ان يبقى المسجد عزيزا كريما، وشوكة في عيون الصهاينة المغتصبين.

ومن هنا هزّ حادث المرور المأساوي الذي وقع للمعتمرين الفلسطينيين الاردن كله ملكا وحكومة وشعبا، وكانت تعليمات وتوجيهات جلالة الملك الى الحكومة والاجهزة المعنية “كوادر الصحة والامن العام والدفاع المدني” ببذل كل مستطاع لإنقاذ وإسعاف ومعالجة الأشقاء أبلغ دليل على ان هذه العلاقات اكبر من ان توصف بكلمات عابرة.

لقد بذلت طواقم الاسعاف والطوارئ الاردنية جهودا خارقة لإنقاذ المصابين وإسعافهم ونقلهم الى المستشفيات الاردنية التي أعلنت حالة الطوارئ، لتقديم افضل العلاج للمصابين.

إن وقفة الاردن الصادقة هذه مع الاشقاء الفلسطينيين وهو يواسيهم في مصابهم الجلل، ويضمد جراحاتهم، ويشيع بكل إجلال واحترام موتاهم، هي تعبير نبيل عز مثيله عن شعور الشقيق بمصاب شقيقه، والأخ بمصيبة أخيه وتقديم كل عون لمساعدته على بلسمة جراحاته والنهوض من جديد.

إن مظاهر الحزن والأسى التي ارتسمت على وجوه أبناء الاردن الطيبين وهم يتابعون الحادث، تؤكد ان العلاقة بين الشعبين الشقيقين هي علاقة توأمة، لا تهزها الرياح الصفراء، فهي أرسى من الراسيات، وأكبر من كل المؤامرات والصغائر التي تحاك في ظلام الليل.

مجمل القول: ان التضامن الاردني العفوي مع الشعب الفلسطيني في مصابه الجلل، متمثلا بتوجيهات جلالة الملك الى كافة الاجهزة ببذل اقصى الجهود لإنقاذ وإسعاف المعتمرين المصابين في حادث السير المؤلم، ومشاعر الحزن والأسى التي ارتسمت على وجوه كافة أبناء هذا الشعب الطيب، تؤكد ان العلاقات بين الشعبين الشقيقين هي علاقات توأمة متجذرة في هذه الارض الطيبة، وليست علاقات عابرة.. وستبقى شوكة في خاصرة أعداء الأمة.. الصهاينة المجرمين ومن لف لفهم من خفافيش الظلام، حتى يرث الله الارض وما عليها.
 
 

Email