احتضان الدوحة لاجتماع اللجنة التنفيذية التاسعة للاتحاد البرلماني العربي، وتثمين البرلمانيين العرب لكلمة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى أمام الدورة 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة، هما تعبير عن دلالات في اتجاهين متسقين، أولهما:

 أن مواقف قطر القومية في مختلف المحافل والمناسبات تعبر دائما عن ضمير جمعي عربي يرنو إلى تأكيد الحقوق العربية الثابتة، وبالخصوص حقوق الشعب العربي الفلسطيني، تأسيسا على أن كلمة سموه جسدت برامج وأهداف السياسة القطرية المتمثلة في دعم القضية الفلسطينية وكل القضايا العربية، وتتطلع إلى غد جديد يعيد للأمة عزتها ومواقعها الجديرة بها، وثانيهما:

أن يقظة الشعوب العربية، والتي تعبر عنها أحداث الربيع العربي، تطوي صفحات من واقع ظل لعقود بغيضا، لتسطر بدمائها وسواعد أبنائها حاضرا جديدا يقود إلى مستقبل مختلف تتغير فيه وجوه الحياة، وتطَّرد معدلات البناء، ويتكامل شقا التنمية ومجالاتها المختلفة، وبالخصوص ما يتعلق بالديمقراطية البرلمانية العربية التي تشمل حياة نيابية شفافة وسليمة.

احتضان الدوحة لهذا الاجتماع البرلماني هو امتداد لحرصها على مستقبل جديد للشعوب العربية، وتعزيز لتأكيداتها في عدة مناسبات انحيازها للشعوب العربية في مطالبها العادلة وطموحاتها المستحقة، وتوقها إلى ديمقراطية فعالة تحيل الاستبداد إلى متاحف التاريخ، وتزيح ركام الفساد الذي عاش طويلا على دماء الشعوب ونهب خيراتها وأعاق مشاريع التنمية فيها، وأيضا لإيمانها العميق بأنه قد دقت ساعة التغيير في المنطقة، ومن ثم فلا بد من تأصيل للحياة البرلمانية على نحو يؤمن للممارسة شفافية ويحقق الغايات المأمولة منها، وأيضا بوضع آليات جديدة أمام شعوب المنطقة تحقق للربيع العربي طموحاته واستراتيجياته التي تتطلع الشعوب إلى إنجازها.