الكتابة كانت قدري

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحدثت عن تجربتي الطويلة في عالم الكتابة والصحافة مع فتيات من الأجيال الشابة يعملن في مجال الإعلام، في إطار مبادرة لتسجيل تجارب الرواد في عالم الإعلام بدبي خلال العقود الأخيرة الممتدة لأكثر من ثلاثين عاماً، والحق أنها مبادرة مهمة تستحق التقدير والاحتفاء، لأن هناك الكثير من التجارب والنجاحات والقصص التي تستحق أن تروى على لسان أصحابها وأن ينصت لها الناس ويعرفها الجميع في كل مكان.

حكاياتنا وقصصنا في الإعلام بشكل عام، في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة، في أروقة التلفزيون والإذاعة، البدايات، المصادفات، المخاطرة والجرأة، الأحلام والرؤى، النجاحات والفشل والقيام ثانية، إعادة الكرة مرة واثنتين وعشر مرات، الفرص وأخذ زمام المبادرة، الدخول إلى المناطق الصعبة في الكتابة والخروج بسلام وأحياناً غير ذلك، تراكم التجربة وصناعة التاريخ الشخصي والجمعي...

هناك الكثير الكثير من الخيوط التي ستؤسس لكتابة تاريخ حقيقي للإعلام والصحافة نحتاج أن نعرف خفاياه وأسراره وطرائفه كما يحتاجه دارسو الإعلام والباحثون في سوسيولوجيا المجتمع وتطور المؤسسات في دبي والإمارات بشكل عام، هذا لا يعني عدم وجود توثيق سابق لتطور الإعلام عندنا في الإمارات، لكن كل مبادرة جديدة تضيف وتكمل وتنصف هذه الجهود الكبيرة والمؤسسة التي قدمها جيل الرواد من أبناء الإمارات نساءً ورجالاً!

ما زلت أتذكر البدايات والصدفة غير المتوقعة التي قادتني للصحافة، وأتساءل كيف يمكن للإنسان أن يعيش عمراً في جلباب ليس له، ويظل يتحرك فيه يميناً ويساراً باحثاً عن صوته وظله لكن بلا فائدة، حتى يقدر له الله صدفة أو موقفاً طارئاً كأثر الفراشة لكنه الأثر الذي لا يزول ولن يزول أبداً، فذلك الموقف أو تلك المصادفة ستكون القدر الذي سيأخذ بيده إلى حيث يجب أن يكون، وإلى حيث سيجد ظله وصوته وينطلق ليكون ما أراد وما كتب له؟

وأنا أتحدث عن تجربتي بصوت عالٍ، أيقنت أكثر من أي وقت مضى أن الكتابة في الصحافة كانت قدري الحقيقي!

Email