ليس هناك مسافر سيئ!

ت + ت - الحجم الطبيعي

ماذا تفعل في السفر؟ كيف تقضي أيام سفرك؟ أين تذهب أثناء سفرك لأي دولة؟ ما هو الوقت الألطف بالنسبة لك وأنت مسافر؟

هناك فضول وراء كل سؤال من هذه الأسئلة، هذا الفضول يستثيره ويستفيد من إشعاله آلاف الحسابات التي تتربح من وسائل التواصل، فتتحول أخبار وصور الأسفار فيها إلى مادة مغرية للمتابعين والفضوليين وأصحاب الأسئلة الكثيرة!

وقد منحت وسائل التواصل للجميع فرصة لم تتح لكبار الرحالة والمستكشفين قبلهم، لذلك فإن موضوع الاستعراض أمام الآخرين يحتاج للكثير من الحذر!

لماذا هذه الأسئلة إذن؟ من المؤكد أنه ليس من إجابة واحدة وحيدة لهذه الأسئلة، وإنما هناك إجابات تتفرع وتتنوع وتختلف من شخص لآخر بحسب تجربة كل شخص، فما أفعله أنا في سفري قد لا تفعله أنت، والأمكنة التي تجتذب اهتمامي قد لا تخطر ببال شخص آخر، أما تمضية الوقت فأمر نسبي في لطفه وطريقة استمتاعنا به واستفادتنا منه، هذا كله صحيح ووارد، لكنني أظن كذلك أن الذين يطرحون مثل هذه الأسئلة، إنما يخفون معاني أكبر خلفها!

من المعروف أن هناك مسافرين ورحالة يعتبرون أن خياراتهم هي التي تجعل من السفر مثالياً ومن المسافر جيداً، خاصة إذا سافروا إلى البلدان نفسها، وزاروا الأمكنة ذاتها، وترددوا على مطاعمهم ومقاهيهم التي يختارونها بعناية، لذلك هم يحرصون على أن يذكروا أسماء كل مقهى وكل مطعم وكل زقاق وكل دكان حلويات.. وتلك خدمة جليلة بلا شك، لكنها لا تراعي اختلافات البشر، وديمقراطية الرغبات، والاحتياجات، والأعمار.. التي لا تعترف بوجود مسافر جيد وآخر سيئ!!

إن هذا الذي يحرص البعض على أن يمارسوه في السفر، يصدرونه للآخرين عبر مواقعهم وصفحاتهم في السوشال ميديا باعتباره هو النموذج الذي يجب أن يتبع ليكونوا مسافرين جيدين، وإلا فإن تمضية الوقت في التسكع والتسوق والجلوس ساعات في مقهاك البسيط تتابع حركة الشارع والعابرات والعابرين، لن يجعل سفرك ممتعاً، بالرغم من أنك ربما تكون أكثر ابتهاجاً منهم في تلك اللحظة، لكن لا عليك، فكل ذلك الاستعراض مجرد دعاية مدفوعة الثمن!!

Email