الكتّاب وأسئلتهم الصعبة 2-2

ت + ت - الحجم الطبيعي

متى يقع الكاتب في الملل ولماذا يشعر بعدم الرغبة في الكتابة ؟ لأنه كأي إنسان في هذه الحياة يمل الكتاب من الكتابة، ويتعبون ويصيبهم الإحباط، ويفكرون في التوقف، خاصة حين يفتقدون التقدير، فتنطفئ الشعلة التي تضيء لهم الطريق ليمضوا قدماً، إنهم بشر مثلنا في نهاية الأمر، يمارسون مهنة صعبة، يقطفون كل يوم حبة ناضجة من بستان أرواحهم ليقدموه لنا، أوتظنون أن بستاناً في الوجود لا يجف ولا يذبل محصوله؟

نقول إن على الكاتب أن لا يستسلم للظروف الصعبة وإكراهات الحياة، إن الطلبات المثالية سهلة النطق عادة، لكن الكاتب لا يتحرك في عالم من مثال أو خيال، إنه مشتبك طوال الوقت مع نفسه ومع الناس، مع اليومي والطارئ، مع التاريخ والجغرافيا والسياسة والأفكار، وهو لا يملك التحكم في هذا كله، لذلك حين تضيق به الدنيا يضطر للتوقف قليلاً، فقد يحتاج لتدخل أوإنقاذ سريع.

ويعلم هذا الكاتب جيداً أن عليه أن يبذل المزيد لإنقاذ نفسه وكتابته، ومضاعفة ثقته بنفسه (الكاتب أشبه ببطل سباقات الجري أو الوثب العالي يحتاج إلى تدريبات يومية مهما بلغت درجة احترافيته وعمره) يقول له الخبراء في هذا المجال (بإمكانك إثراء نفسك بالسفر، كتب الشعر، جلسات العائلة والأصحاب، الروايات، الأفلام، أصناف جديدة من الطعام، معارض الفن، الاعتناء بالحديقة، السينما، الموسيقى).

وأثناء ذلك سينشغل الكاتب بما لا سلطة له عليها، كموت صديق، لحظة فرح عارمة غير متوقعة، ولادة طفل في العائلة، حوادث السيارات، الكوارث الطبيعية والحروب التي لا تتوقف، حلول الربيع، مشاكل الأسنان، اتصال هاتفي من أحباء قدامى، دعوات الغداء والعشاء، خلافات الإخوة.. عندها سيجد نفسه مندفعاً نحو الكتابة لا محالة.

أما قبل ذلك فما عليك عزيزي الكاتب سوى الاسترخاء والقراءة والمزيد من تمارين الكتابة اليومية، فستنهض ذات يوم لتجد السماء صافية تماماً، وستعاود كتابتك التي تحبها، المهم أن لا تكتب لإرضاء أحد لتكون موجوداً، فالكتابة ليست زوجتك التي يجب أن تقبلها كي تأمن لسانها، الكتابة هي حقيقتك!

 

 

Email