وطن من نور وعطاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كل مرة ينقلب هدوء العالم حولنا، تتبعثر التفاصيل ويفقد كل شيء توازنه، نحمد الله، ونطمئن، لأننا في وطن ثابت، متماسك، متوحد وحميم، كبيت العائلة الممتدة، وكخيمة القبيلة الشاسعة، وكسقف الحياة المترامية الجهات، وطن ولدنا معه، وكبرنا في ظل طمأنينته، لأنه كان يكبر معنا، ونحن نعبر من ضفة لأخرى أكثر اتساعاً وأماناً.

ويشاء الله، وحكمة المؤسسين والآباء الأوائل، أن ينتسب هذا الوطن اسماً وأساساً، ومعنى ومسيرة وتاريخاً، لكل معاني التوحد والتعاضد و«مثل النور قدوة للآخرين» كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

تتعاقب الأجيال على الوطن، كما يتعاقب الأبناء والأحفاد في العائلة، يتوارثون التاريخ وكل الثوابت التي تجعلهم لا ينسون ولا يضلون، فالأوطان لا تبنى فقط ولكن تحرس وتحمى ويحافظ عليها، وهذا لا يكون إلا إذا كان الواقفون على كل حدودها وثغورها محصنين بأقوى الأسلحة، ولعل أول الأسلحة هو الولاء والانتماء، وأن الولاء لا يكون إلا لوطن نحبه ولا نرى له مثيلاً ولا بديلاً، وأن الانتماء لا يصح إلا إذا تشربنا كل ثوابته: كل عناصر ثقافته وتاريخه وقيمه وتقاليده وكل ما كان عليه الأسلاف والأجداد.

علموا أولادكم ما كان يحبه ويفعله زايد (طيب الله ذكره وثراه)، قولوا لهم كما أوصاكم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: هذا ما كان يحبه زايد، علموهم ما كان عليه أجدادهم، وكيف كافحت جداتهم، قولوا لهم: هكذا عاش السابقون من أجدادكم، وهكذا ولد وطنكم، هكذا كان وهكذا أصبح، هكذا بناه المؤسسون وتعبوا حتى وصلكم كمنارة من نور، لتحتفلوا وتحتفوا به، وتذودوا عنه، وتحملوه دائماً أمانة في أعناقكم، وتميمة محبة في قلوبكم، وتاج عز على رؤوسكم، وسجلاً من عطاء وخير ونماء تفاخرون به العالم، وترددوا كلما أشرق صبح ورفرف علم:

نفديك بالأرواح يا وطن.

 

Email