سلوكيات مريبة وسط الشارع!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في هذه الأيام لا يحتاج أي واحد منا لغير فكرة غريبة أو مريبة أو ربما غير مألوفة بالنسبة للآخرين، مع كثير من الجرأة للقيام بها على الملأ، ثم تصويرها ووضعها على أحد حسابات السوشيال ميديا، لتنهال الإعجابات والتعليقات، ويكثر الجدل والكلام والنقاش، وقبل التعليقات وردات الفعل سيكون صاحب المقطع وسلوكه الغريب والمستهجن أو المستفز ربما قد تحول إلى كوكب من كواكب الشهرة لبعض الوقت وربما لوقت طويل، بعد أن يكون قد شجع آخرين على ما هو أكثر استفزازاً !

إن الانتشار السريع لكل سلوك غريب ولكل فكرة، ولكل شخص أياً كان، وبأقل قدر من الجهد والاجتهاد، الانتشار الذي يشبه سريان النار في الهشيم، هو المبدأ الذي يقوم عليه مبدأ السعي للشهرة السهلة، والتي أنتجت آلافاً بلا حصر من الأسماء والمشاهير في عالم السوشيال ميديا، صانعة منهم مؤثرين وأصحاب حظوة وملايين !

فإذا سألت عن إنجازاتهم وما قدموه للناس والمجتمع سيدهشك أن الإنجاز أقرب إلى الصفر، وهذا بالضبط ما منح وسائل التواصل الحديثة الجاذبية المتزايدة والمقبولية العالية لدى جموع الناس من كل الأطياف، لأنها تضعهم على قمة الشهرة في طرفة عين دون أي مجهود، وربما لمجرد تفاهة قاموا بها أحياناً !

كأن يقف شاب في وسط أحد الشوارع هنا في الإمارات، وهو يرفع لافتة كتب عليها وهو معصوب العينيين: إذا كنت تعتقد أن العالم بحاجة إلى المزيد من الحب فتعال إليّ وخذ عناقاً مجانياً ! ولقد صور نفسه وهو يحظى بالكثير من النساء والرجال الذين يقتربون منه ليعانقهم، وطبعاً حمّل الفيديو على أحد تطبيقات التواصل والبقية معروفة سلفاً !

أما السؤال الأول فهو: كيف سمح لهذا الشاب أن يفعل ما فعله، وهل كل فعل يمارس في شوارع أوروبا يجب أن يطبق في شوارعنا ؟ ولأجل ماذا ؟ ماذا أراد صاحب العناقات المجانية أن يثبت لنا، وأية رسالة تحمل تلك اللافتة المريبة ؟ في الحقيقة لم أجد للفكرة أي علاقة بنشر المحبة، فنحن بلد محبة ومجتمع تسامح في أعمق جذوره، ولسنا بحاجة لأفكار كهذه!

Email