هوس التجميل.. ما سببه؟ "1-2"

ت + ت - الحجم الطبيعي

متى كانت آخر مرة أجريتم فيها تعديلاً تجميلياً على أنفسكم؟ ليس شرطاً أن تكونوا قد خضعتم لعملية جراحية، لكن حتى حقن البوتكس وتوريد الشفاه وتعديل شكل الحواجب و... إلخ، تعد تجميلاً حتى وإن لم يكن هناك أي تدخل جراحي، ذلك أن أي إجراء يحدث فارقاً ملحوظاً في ملامح الوجه، أو شكل الجسد، يعتبر عملية تجميل، والحقيقة فإن الجراحات التجميلية تعتبر من أكثر القطاعات نمواً وسيطرة على اهتمامات الجميع: نساء ورجالاً وشباباً وصغاراً، هذا الاهتمام الذي تجاوز كل الحدود ليصبح هوساً وجنوناً بكل ما للكلمة من معنى.

آخر ما تعرفت عليه في هذا المجال هو عمليات تغيير لون العيون، فلا عليك أن تبتئس أو تفكر كثيراً، إن كنت قد ولدت بعيون عسلية وأنت لا تحب هذا اللون، فهناك من فتح عيادته وسخر إمكانياته ليغير لك هذا اللون إلى أي لون تعتقده مناسباً لك! ما عليك سوى أن تختار وتدفع مبلغاً وقدره بطبيعة الحال!!

ستحظى بعيون ذات لون بزرقة البحر، أو خضرة الغابات، ذلك أصبح ميسوراً، ولكن انتبه، فهناك خطر الإصابة بأمراض خطيرة، لعل أسوأها فقدان البصر، ما يذكّر بالمضاعفات القاتلة التي قرأنا عنها لعمليات التجميل التي ارتكبها أصحابها بحق أنفسهم دون تفكّر أو تبصّر، فلماذا هذا الهوس؟ إنه نوع من كراهية الذات أكثر مما يبدو عليه أو يوحي به، على اعتبار أن من يهتم بنفسه فهو يحبها وليس العكس؟

إننا نظن بأننا نعرف ذواتنا جيداً، ونحب أنفسنا بشكل صحيح؟ كما نظن بأن هذا السلوك دليل على تقدير الذات ومحبتها، والحقيقة أن من يحاول تغيير شيء وإخفاءه والتخلص منه، لا يمكن أن يكون في حالة حب معه، بل العكس! إن هوس التجميل الذي يدفع سيدة لإجراء 50 عملية تجميل لوجهها، يعني حتماً أنها لم تكن تطيق النظر لوجهها، كما يعني أن لديها مشكلة تصالح مع ملامحها ونفسها من الداخل والخارج، لذلك فإنها تحاول وتحاول حتى لا تعود تقدر على التوقف، وكأنها تنتقم من نفسها!

Email