كم عمرك؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لماذا ننظر إلى وجوهنا في المرآة كل صباح بمجرد أن نصحو من النوم؟ ماذا نتفقد في وجوهنا كل يوم؟ عماذا نبحث؟ ما الذي نخاف أن نفقده فجأة؟ ما الذي نحب أن نطمئن إلى وجوده أو بقائه على ما هو عليه؟

في الحقيقة نحن نتفقد أعمارنا في وجوهنا، من خلال هذه المواجهة الصباحية أمام المرآة، فنتحدث إلينا ونطمئن علينا وعلى سير العمر، نبتسم قليلاً، ثم نربت على أنفسنا مرددين: إن كل شيء على ما يرام! ثم نمضي!

بالأمس تحدث شخص قال إنه طبيب من الدنمارك عن العمر العددي للإنسان، أي عدد سنوات عمره، وعمره البيولوجي، أي الذي تبدو عليه حالة جسده فعلاً، بحيث يظهر لنا شخص ما وكأنه في الثلاثين من عمره، بجسده المشدود وعضلاته المفتولة ونشاطه الواضح، ثم يتضح أن عمره 50 عاماً في الحقيقة، بينما يبدو آخر عكس سنوات عمره الصغير بشعر أشيب ووجه متغضن ومظهر مهمل! يقول الطبيب إن العمر هو ما تبدو عليه لا ما تقوله شهادات الميلاد!

في الحقيقة فإن الحياة الخالية من الضغوطات الدائمة والمنغصات، إضافة لممارسة الرياضة، والتصالح مع النفس وعدم الوقوع تحت سطوة القهر والأحزان الدائمة... كل هذا وغيره يؤثر إيجاباً على صحة الجسد وأجهزته جميعها، مؤخراً علامات الشيخوخة والعجز والترهل قبل الأوان، ولهذا يذهب كثيرون إلى بعض جزر اليابان حيث ظاهرة الأشخاص الذين يصلون لأعمار متقدمة تتجاوز الـ 100، وهم يتمتعون بمعنويات عالية ووضع صحي يثير الاستغراب!

لقد سأل باحث أمريكي بعض النسوة اليابانيات في جزيرة أوكيناوا عن السر في ذلك فأجبن مبتسمات أنهن في الجزيرة يأكلن بشكل جيد وينمن بما يكفي ويجتمعن دائماً يغنين ويرقصن ويمارسن أعمال المنزل وخاصة الزراعة.

مع ذلك، فلكل مناخ ومنطقة ومورثات تأثيراتها على أصحابها، لكن القهر والظلم والإهمال والحياة غير السعيدة، تلعب دورها المدمر دائماً، لكن سيبقى الإنسان يسعى لفك لغز الخلود والشباب والسعادة طالما هو على قيد الحياة، وحتى لو لم يعرف فإنه لن يكف عن المحاولة!

Email