الخليج.. التنمية المستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينظر بعض إخوتنا العرب إلى أقطار الخليج باعتبارها مدناً منبتة أو مقطوعة الصلة والجذور بالماضي، والموروث وتاريخ الأمة، وأنها مدن أوجدها النفط وأنبت بنيانها وعماراتها وأنه لا شيء آخر يمكن للزائر أو القادم لهذه الأقطار أن يجد أو يفتش عنه، فلا أدب ولا تاريخ ولا ثقافة ولا.. مجرد مساحات من الصحراء أسهمت أموال النفط في تغيير معالمها وتحويلها إلى مدن حديثة ومتطورة و.. لا أكثر!

حين أسمع هذا الخطاب أو أقرأ تفاصيله في بعض المواقع والمقالات من كتاب عرب، يفترض أنهم مثقفون ومطلعون، أتذكر كتاب د. محمد الرميحي «الخليج ليس نفطاً» وأرى بأن أبناء الخليج عقلانيون جداً في ردات أفعالهم إزاء ما يسمعون ويقرؤون، وأنهم حين يغضون الطرف فإن ذلك ليس عجزاً ولا موافقة ولكن ترفعاً وعقلانية، وإلا فإن الجدال وتفنيد الكلام أو تسفيه أمر لا أسهل منه، لكن التجربة علمتهم أن تكون أفعالهم ومنجزاتهم هي الجواب الأكثر قوة وإقناعاً.

ثم إن استثمار أقطار الخليج لأموال النفط (الذي هو نفطها) في الإنفاق على مشروعها التنموي الضخم، وبناء المدن وأنظمة التعليم والاقتصاد، والمواصلات، والموانئ العالمية، والسياحة.. للارتقاء بمستوى الإنسان وجودة الحياة هو أمر يدعو للفخر والإعجاب والمباركة، خاصة حين تقوم بذلك دول عربية حديثة جديدة، كبيرة بقيادتها ورموزها وإرادتها.

إن المنجز التنموي العظيم الذي بنته أقطار الخليج خلال زمن قياسي خدمها وخدم الملايين ممن استفادوا من هذه النهضة، وهذا الباب المشرع على التعاون والبناء بكل محبة وتسامح، وهو أمر لا يستحق الهجوم والتسفيه والازدراء، إلا إذا كان منطلق هؤلاء الغيرة والحسد وعدم الإنصاف! فالإمارات كنموذج خليجي رائد تنافس في مجالات وصناعات وتوجهات اقتصادية وعلمية لم تفكر دول وأمم كبيرة في أن تلجها أو تستثمر وتنافس فيها: كاقتصاد المعرفة، الطاقة المتجددة، الفضاء والصناعات الثقافية.. وفي ذلك قوة لكل العرب. والإمارات التي يظنها البعض (لجهله) أنها بلا منجز ثقافي، تخصص سنوياً ما يقارب 55 جائزة أدبية وثقافية وفنية للارتقاء بالآداب والفنون كأكثر دولة تطلق جوائز في الفضاء العربي إيماناً بدورها وواجبها.

Email