ملابس مؤذية للمشاعر!

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول الخبر الذي تناقلته بعض الصحف الرسمية، يُتوقع أن تحظر الصين قريباً أي ملابس تعد «مؤذية لمعنويات الشعب الصيني» أو تلك التي «تضر بمشاعر» الأمّة، حيث هناك مقترح بسن قانون يوقع غرامات أو حتى السجن لأصحاب هذه الملابس! وليس في الخبر تفصيلات كثيرة أو حاسمة حول محددات أو مواصفات هذه الملابس المؤذية، وهو ما تسبب في جدل واسع، حيث من غير المتوقع الإجماع القاطع على مثل ذلك في مجتمع كالمجتمع الصيني المعاصر!

وتبدو عبارة «ملابس ضارة بمشاعر الأمة» عبارة فضفاضة وحمالة أوجه، فما يؤذي مشاعرك قد يمر مرور الكرام على أشخاص آخرين، ما لم تكن هناك مرجعيات تحسم الخلاف، حيث تعتبر الشريعة وتعاليم الدين إضافة للعرف والعادات والتقاليد في المجتمعات المسلمة والمحافظة، ففي الدين هناك تحديد وتفصيل لملابس النساء وملابس الرجال في الأماكن العامة، لا يصح الظهور بها، وبلا شك فنحن جميعاً كأبناء لهذا الإرث نعلم بالضرورة مواصفات هذه الملابس في حدودها الدنيا على الأقل إن لم نشأ أن نأخذها بها في حدودها القصوى.

هناك لوحات توضيحية ملصقة عند البوابات والمداخل وبجميع اللغات السائدة تحدد مواصفات الملابس المسموح بها وتلك المحظورة لمرتادي تلك الأماكن كالأسواق والمراكز التجارية والمشافي والحدائق ومحطات المترو... وهي الأماكن التي ترتادها كافة شرائح وفئات المجتمع، ومع ذلك فبمجرد أن تلج هذه الأمكنة ترى بعينيك تلك الملابس التي توصف بأنها مؤذية للمشاعر والبصر والتي لا يمكن ارتداؤها حتى في الشرفات وأفنية البيوت، نظراً لخروجها على مألوف الفطرة الإنسانية والمقبول من العادات والأخلاق.

إن ما يضر المشاعر ويؤذي معنويات الناس ليس فقط الملابس، فهناك من يستفز البصر ومن يعتدي على الفضاء المشترك للناس والممتلكات العامة، عبر الأصوات العالية والتصرفات غير المنضبطة، وكأنه لا أحد في المكان غيرهم، أن يطلقوا أصوات الأغاني عبر هواتفهم في ممرات المشافي والذين يتناقشون بأعلى أصواتهم في المطاعم، والذين يغلقون منافذ الخروج على السيارات في المواقف العامة.. والذين... والذين كلهم يؤذون ويصرون دون أن يفكروا فيما يفعلون.

 

Email