الإمارات.. تفوق القوة الناعمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس صحيحاً أن الدول تقاس اليوم بما تمتلك من ترسانة عسكرية، وجيوش وقوة وجبروت، العالم لم يعد يتحرك وفق معادلات زمن الكولونيالية الاستعمارية، ذاك زمان انتهى، ونحن نعيش في زمان مختلف في كل شيء:

في أدوات القوة، موارد الطاقة، مصادر الغذاء، قيم السياسة، أخلاقيات العلاقات الدولية، حقوق البشر، أجندات المواصفات ومعايير الأفضل، فالدول اليوم تعتبر الأفضل إذا تقدمت في جداول خفض نسب الانبعاث الكربوني، إذا زاد اعتمادها على مصادر الطاقة البديلة، وإذا لم تتهاون فيما يخص مظاهر التطرف والعنصرية... إلخ.

الولايات المتحدة اليوم تخشى سيطرة الصين على العالم اقتصادياً فتركض في كل الاتجاهات لمحاصرتها بالشراكة مع الهند ودول أخرى، تعلم الولايات المتحدة أن العالم في مواجهة حقبة مختلفة وصعبة كذلك، حقبة تحتاج الكثير من التعاون والتحالفات والأموال للخروج من نقاط الغرق التي تواجه جميع الحضارات والدول العظمى وذات الصوت العالي فيما مضى من عقود، نحن اليوم في مرحلة انزلاقات وتحولات كبرى، دول ذات شأن تنزلق للهامش، ودول تتصدر المشهد بتخطيطها وحنكة قيادتها وعلى رأسها دولة الإمارات.

منذ السنوات المثمرة التي حكم فيها الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وحتى اليوم، والإمارات تقف مع الجميع في كل المواقف الدولية، في المعونات والمساعدات والمشاريع والاستثمارات والاتفاقات، حتى أصبحت من كبار المانحين والمستثمرين العالميين، أما في مجال القوانين فلديها: قوانين مناهضة العنصرية، اتفاقيات حقوق الطفل، تمكين المرأة، دعم الإبداع والابتكار.. والنتيجة مردود ضخم ينعكس على مكانة وسمعة الدولة.

الإمارات من الدول القلائل التي تفطنت لأهمية سياسات القوة الناعمة، لذلك تمتلك خطة واضحة واستراتيجية متكاملة في هذا الخصوص، وهذا بحد ذاته نجاح وحنكة وتفوق سياسي، أتاح لها الجلوس مع عمالقة الاقتصاد العشرين على مستوى العالم. هذه الدولة التي انبثقت من نقطة صغيرة في عمق الصحراء لتتربع على القمة بعد خمسين عاماً من العمل الجاد والدؤوب والمخطط له مع الجميع وفي كل الاتجاهات وبهمة لم تعرف اليأس يوماً.

 

Email