أسئلة ومؤسسات ووقت للإجابة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عادة، عندما يطرح الإنسان سؤالاً ما، فإنه غالباً ما ينتظر جواباً عن سؤاله، وإلا لما سأله، لكن في مجتمعاتنا عادة ما لا يحظى بالجواب الذي يريده، خاصة عندما يطرحه على بعض المؤسسات والموظفين المسؤولين، والسبب أن بعض هؤلاء لا يرغبون في إعطاء أي إجابة، أو لا يملكون الإجابات المطلوبة أساساً، أو لأنهم يرون في التزام الصمت سلامة لهم ولمصالحهم، حتى تمر عاصفة السؤال بسلام!

بالنسبة لنا في الصحافة، فنحن كغيرنا، عندما نطرح أسئلة ننتظر الإجابة، ولقد تساءلت بالأمس، فيما إذا كانت وزارتا التربية والثقافة الموقرتان، لديهما أي إحصاءات أو تقارير عن مهارات القراءة لدى طلابنا، وتحديداً باستخدام اللغة العربية؟ وفي انتظار الإجابة، هناك وقت للانتظار!

الملاحَظ أن الناس حين يخفقون في الوصول أو التواصل مع جهة أو شخص يجيب عن استفساراتهم وملاحظاتهم حول الخدمات التي يتلقونها ومعاملاتهم المعلقة، والتي بحاجة لمن يبت في أمرها، يلجؤون لمواقع التواصل الاجتماعي، وأظن أنهم يفعلون ذلك، ليس إيماناً بأن الحل يكمن في هذه التطبيقات، ولكن في اعتبارها أداة جماهيرية ناجحة للوصول للهدف بشكل سريع ومختصر. وبذلك يلفتون الأنظار، ويسلطون الضوء على طلباتهم وما يؤرقهم.

إن لجوء أفراد المجتمع لمواقع التواصل، وصناعة إشكالات وجدل، وقيل وقال، وتحويل مسألة يمكن حلها بمنتهى البساطة إلى جدل وإشاعات، دليل على تقصير في مكان ما في المؤسسة، إما في عدم وضوح آليات وسياسات التواصل، وإما في اتباع الإدارة لأسلوب التجاهل، الذي عفا عليه الزمن، وإما بسبب تمترس بعض الأشخاص المسؤولين عن التواصل خلف أبوابهم المغلقة، التي أثبتت التجارب أنها لا تقود لأي نتيجة ناجحة.

لذلك، ومنذ أكثر من 25 عاماً، كرّس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نهجاً إدارياً واضحاً في جميع إداراتنا، يقوم على الشفافية والأبواب المفتوحة، وأن خدمة الناس والمراجعين هي أساس التميز، وهي السبب في وجود النظام الإداري الحكومي، الذي عليه أن يكون في خدمة الناس طيلة الوقت، وبفعالية وكفاءة وتميز، ولا شك أن من أبسط الخدمات، الإجابة عن الأسئلة.

Email