ضعف القراءة يهدد المستقبل!

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاعل عدد كبير من الناس مع خبر تصدر اهتمامات وسائل التواصل الاجتماعي حول قرار الحكومة السويدية بشأن خطة السويد للعودة إلى استعمال الورق والكتب الورقية بدلاً من الشاشات والألواح الرقمية، وهو الإعلان أو الخبر الذي فتح ملف مهارات القراءة والكتابة في أوساط طلاب المدارس عندنا، إضافة لمهارات التواصل المباشر وإمكانيات المحادثة والحوار والنقاش بينهم!

الذي يلفت النظر في الأمر هو أن السويد كدولة أوروبية متقدمة، تحقق مستويات معيشة وتعليم واقتصاد جيدة، ما جعلها تتحوّل لدولة استقطاب للهجرات العربية، وبلا شك فهي كبقية دول العالم المتطور قد قطعت أشواطاً في مجال التعليم عبر ثورة التقنيات الحديثة، أسوة ببقية دول العالم التي يبدي الكثير منها استعداداً متسارعاً وجاداً في مجال استخدام التقنيات في التعليم والثقافة وإحلالها محل الوسائل التقليدية والتي يأتي على رأسها الكتاب!

لماذا إذن قررت الحكومة السويدية التراجع لصالح الكتاب؟ لأنّ وزيرتي التربية والثقافة قد أقرتا علناً بوجود ضعف خطير في مهارات القراءة والكتابة لدى الطلاب في السويد، حيث أظهرت أرقام أخيرة تراجع مهارات الطلاب السويديين في القراءة، ومخاطر هذا الضعف على مستقبل الطلاب أنفسهم وعلى مستقبل السويد، تأملوا أيها السادة السويد ترى أن ضعف مهارات القراءة واستخدام الكتاب يهدد مستقبل السويد! والحقيقة فإن هذه الوقفة من السويد تستحق التأمل.

وبما أننا كمجتمع نعيش طفرة حقيقية في مجال استخدامات التقنية في حياتنا اليومية، وفي مناهجنا التعليمية الأمر الذي جعل طلابنا يحققون تفوقاً في هذا المجال، لكن هذا التفوق أثر على مهارات أخرى التي لا تقل أهمية: كمهارة استخدام الكتاب كمصدر للثقافة والمعرفة، ومهارات الكتابة والقراءة باللغة العربية التي هي أساس هويتهم ووجودهم.

وعليه نسأل، ومن حقنا بلا شك أن نسأل: هل لدى وزارة التربية ووزارة الثقافة دراسات وإحصائيات وبيانات تظهر وتبين مهارات الثقافة والقراءة والكتابة عند الأجيال الإماراتية الحديثة التي تواجه بالفعل تحديات جمة في إطار الهوية واللغة؟ وفي إطار مهارات القراءة والكتابة؟ وفي مجال التواصل الحقيقي بينهم وبين أسرهم وعائلاتهم وتفاصيل واقعهم وبيتهم؟

Email