محاولات لن تتوقف

ت + ت - الحجم الطبيعي

نشرت إحدى المجلات الإلكترونية خبراً خلاصته أن (عصابة صينية وراء موجات التصيد الاحتيالية الأخيرة في الإمارات)، والحق أن هناك عصابات لا تعد ولا تحصى تعمل ليل نهار في مجال النصب والاحتيال الإلكتروني بطرق وآليات مختلفة، في الإمارات كما في كل مكان، ووحده الحذر والوعي ما يحصن الإنسان من الوقوع في شباك هؤلاء، والحق فإن الجهات الأمنية لم تدخر وسعاً في مجال التنبيه والتحذير والتوعية.

لكن المسؤولية ليست منوطة بيد الجهات الأمنية فقط، فهذه الجهات تعمل كل ما في وسعها وأكثر، إلا أن وقوع الناس (ضحايا) هذا النصب، مستمر والدليل ملفات ومحاضر أقسام الشرطة وتحديداً أقسام الجرائم الإلكترونية، وكثير من هؤلاء ضحايا غفلتهم أكثر من كونهم ضحايا ذكاء العصابات! فكيف يمكننا التصدي لهذا كله؟

خلال السنوات الخمس الأخيرة تلقيت عبر بريدي الإلكتروني عشرات الرسائل وبشكل يومي، مصدرها كما تدعي الرسائل شركات ومؤسسات ذات علامات تجارية كبرى متخصصة في تقديم خدمات البريد والخدمات الإعلامية كبريد الإمارات.

والدي أتش ال، ومنصة نتفليكس وغيرها الكثير، وعبر هذه الأسماء يطلب من الشخص أن يدفع مبالغ معينة على أساس أنها غرامات متأخرة لاستلام طرود أو شيء من هذا القبيل، فيسارع الكثيرون لفتح الروابط المتضمنة داخل الرسائل إما فضولاً وإما تصديقاً، وهنا يكون الشخص قد وقع في المصيدة.

والحق أنني لم أفكر يوماً في فتح أي رابط، ليقيني أنها رسالة مزيفة أولاً، ولعلمي أن أياً من هذه الشركات لا تتعامل بهكذا أساليب ولا تتقاضى هذه المبالغ الزهيدة ولا يمكن أن يتراكم لهم عندي أي مبلغ لأنني ببساطة لم أتعامل مع أي منها، وهنا أتعجب ممن يصدق ويفتح روابط مجهولة رغم معرفته بخطورة ذلك نتيجة ما تكرر على سمعه من تحذيرات وتنبيهات.

كأفراد وكمجتمع نحن مسؤولون أولاً، خاصة وأننا من المجتمعات المستهدفة بهذه العمليات، ثم أننا مجتمع خالٍ من الأمية ويحظى أفراده بثقافة وتعليم وخدمات متطورة في المجال التقني والأمني، وهذا يستدعي تكثيف الحملات وزيادة الحذر.

Email