الإشارات التي بلا معنى

ت + ت - الحجم الطبيعي

قلت لنفسي لا بد أنها إشارات كما يقولون، وفي الحقيقة لم يحصل أي شيء له علاقة بالإشارات! بدأت يومي بإعادة إرسال مقال لأنيس منصور بعنوان (لم أجد ما أكتبه) طلبه مني زميل صحفي، يحكي منصور في المقال عن معاناته ككاتب في العثور على فكرة يصوغ حولها مقاله، وبمجرد أن فتحت الفيسبوك لأباشر عملي، كان أول ما مر أمامي مقال بعنوان (عن ماذا أكتب؟) لأحمد عطا الله، يدور حول الفكرة نفسها، وهي تحدي الكتابة وأسئلتها الدائمة، وقد علقت على المقال (هذا هو السؤال الإشكالي الذي يتحدى الكاتب يومياً).

في الحقيقة يتحدث الجميع عن موضوع الإشارات، فما إن يحدث أمران، أو عدة أمور، مصادفة يجمعهما تشابه ما، حتى يبدأ البعض في البحث والتحليل والربط والتفكير عن أسرار الكون وطاقاته و… وغالباً ما تكون الأمور الحاصلة عادية جداً، إنما نحن من نحملها أكثر مما تحتمل، جرياً وراء الثقافة التي سادت حياتنا منذ عدة سنوات نتيجة شيوع وانتشار كتب وأدبيات ومحاضرين يتحدثون عن الماورائيات وقوانين الجذب والطاقة.

ترتبط هذه الكتب أو تشيع كل ما له علاقة بالأسرار الكونية والطاقة التي لها ملابساتها وأوقاتها وإشاراتها، والتي قد تعني الكثير للبعض الذين يبحثون عنها كالثراء والسعادة والمكانة والحب والنفوذ والسلام والصحة والانسجام و…، وعندي أن هذه حالات في غاية الأهمية، وهي من الاحتياجات المشروعة التي يسعى لها الإنسان، ولكنها تحتاج سعياً وجهداً وعملاً وإرادة من الإنسان، وليس انتظار الإشارات، وما تقوله الأبراج وأوراق التاروت المضللة.

ولكي أكون صريحة جداً، فقد قرأت كتابين ورواية يتيمة فقط طوال حياتي القرائية تتعلق بهذه المتاهة المسماة التنمية الذاتية وأسرار الجذب والطاقة و… خلافه: كتاب (السر) الخاص بقوة الجذب والقوى الكونية، وكتاب (كيف تكسب الأصدقاء) لديل كارنيجي، ولو طلب مني اليوم قراءته فلن أفعل، ورواية الخيميائي لباولو كويلو التي تصب في المسار نفسه!

لا أنكر الإشارات بالمطلق، لكن ليس إلى درجة أنه بمجرد أن أخرج من بيتي وأرى قطة أو حذاء مقلوباً أغير مسار الأحداث، لأن تلك الإشارات تعني حدوث كارثة!!

 

Email