أتساءل كم جائزة ثقافية ترعاها دولة الإمارات للتعبير عن اهتمامها بالأدب والمسرح والشعر والرواية والخط وسائر فروع المعرفة الإنسانية؟ وكم جائزة في الإعلام والصحافة؟ أظن وبحسب ما قرأت مؤخراً أنها تزيد على الـ 50 جائزة، لعل أشهرها: جائزة سلطان العويس الثقافية/ جائزة دبي للصحافة/ جائزة الشيخ زايد للكتاب/ الجائزة العالمية للرواية العربية.
هذه هي الجوائز الأكثر سطوعاً في سماء الإبداع العربي، والسؤال: منذ أطلقت هذه الجوائز لأكثر من 25 عاماً مضت وحتى اليوم، كم عدد أبناء وبنات الإمارات الذين حصلوا عليها؟ وحظوا بوافر اهتمام رعايتها وشهرة امتداداتها شرقاً وغرباً؟ لا أكاد أتحامل إذا قلت بأنهم يعدون على أصابع اليدين؟ وهنا من الطبيعي أن نسأل: لماذا؟ أمن قلة المبدعين؟ أم لعدم اهتمامهم بالجوائز وإحجامهم عن التقدم لها؟ أم لعدم اعتراف لجان التحكيم بهم؟ أم لأن دور النشر لا ترشح أعمالهم؟
فإذا كنا نعاني من قلة المبدعين - وهو احتمال بعيد -، ألا يلقي ذلك بالمسؤولية على مسؤولي الشأن الثقافي في الإمارات؟ فالإمارات منذ سنوات تتبنى استراتيجية الاهتمام بالثقافة والمثقفين باعتبارها القوة الناعمة للبلاد؟ وإذاً فأين هي القوة الناعمة إن لم تكن تعني المبدع الإماراتي الموجود والمتحقق وصاحب الحضور والانتشار في بلده وفي الخارج؟
وتقع المسؤولية كذلك على المبدع نفسه الذي يفترض به أن يقوي أدواته ليقدم إبداعاً حقيقياً يستحق الإشادة والتكريم؟ ولا داعي لأن نتساءل هل لدينا مثقفون ونقاد وروائيون وقاصون وكتّاب في الصحافة، والمسرح والكتابة للطفل، فهم موجودون، لكن لا بد من إزالة بعض العوائق من طريقهم!
على المبدع مسؤولية الوجود والإصرار، وعلى دور النشر أن ترشح أعمال الإماراتيين للجوائز فهذا حقهم، وعلى لجان التحكيم مهمة الفحص والتنقيب جيداً، علينا أن نعطي هؤلاء الشباب أملاً شاسعاً في نيل جوائز ترعاها وتتبناها بلادهم، وعلى مؤسساتنا أن تهتم بهؤلاء ضمن برامج رعاية وتدريب وصقل مكثفة وممتدة، شبيهة ببرامج تدريب القادة والسفراء و.. لأن الأدب خير سفير لكل العالم