الرسائل المشبوهة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أتذكر أنه في الفترة التي اجتاحنا فيها وباء كورونا، تلقيت مع عدد من الأصدقاء الذين أعرفهم رسائل إلكترونية تروج لأنواع من المواد المخدرة والممنوعة، من رقم من خارج الدولة، مرفقة بتسجيل صوتي يفيد صاحبه أنه مستعد لتوفير المطلوب، مع مجموعة من الصور، للوهلة الأولى فكرت في محو الرسالة وحظر الرقم، وتساءلت عن كيفية معرفة هؤلاء بأرقام هواتفنا، ثم تداركت نفسي عندما تذكرت قدرات هؤلاء على اختراق أعتى أنظمة المعلومات في العالم!

قالت لي صديقة ممن وصلتها الرسالة بأنها فكرت أن ترد، لتعرف معلومات أكثر (لا أدري لماذا؟) لكن أصابها شيء من الخوف (الحمد لله) فمسحت الرسالة مباشرة، بالنسبة لي، اتصلت برقم الأمين وأبلغته عن الرسالة، فطلب مني محوها وحظر الرقم، بعد أن أخذ رقم الاتصال!

اليوم هناك حملة وطنية للتصدي لهذه الرسائل المشبوهة المدمرة، وهي ليست الحملة الأولى من نوعها، فهذه الرسائل بكل ما تتضمنه من قنابل موقوتة ليست بالجديدة، وسواء كانت تروج لمواد محظورة، أو مواد منافية للآداب العامة، أو كانت رسائل نصب واحتيال، فإن الجهات الأمنية والإعلامية تحذر منها بشكل مستمر ودائم، إلا أن الكثيرين على ما يبدو ينسون التحذيرات، أو يقعون ضحاياها بسهولة، أو لا يفكرون قبل الانسياق خلفها، خاصة صغار السن من المراهقين والمراهقات!

وهنا أتذكر تسجيلاً غاضباً على أحد مواقع التواصل، لأحد الآباء يكيل فيه اللوم والتوبيخ لصاحب محل يبيع السجائر المغشوشة التي وجدها بحوزة ولده، ولا أدري فيما إذا كان غضبه؟ هل من تعاطي ابنه للسجائر بشكل عام، أم لأن السجائر مغشوشة؟ وأين هي مسؤوليته كأب ومربٍّ تجاه ولده الذي يدخن، وربما يفعل أكثر من ذلك دون علمه!

إن علينا تحصين أبنائنا بالفهم والتوعية والمصارحة، قبل أن نمنحهم الهواتف والأموال الكثيرة والحرية المطلقة، ونتركهم بمعية أصدقاء لا نعلم عنهم شيئاً، علينا أن نلوم أنفسنا ونعلم جيداً أن هؤلاء الصغار مستهدفون من قبل تجار المال والأفكار والانحطاط … فلنحمِهم بإعدادهم جيداً.

 

Email