الأيقونة التي لم ترَ جمالها

ت + ت - الحجم الطبيعي

ولدت أودري هيبورن في شهر مايو من عام 1929، ورحلت في شهر يناير من عام 1993، ممثلة وعارضة أزياء من أصول بريطانية، من أشهر أفلامها «الإفطار عند تيفاني، وسيدتي الجميلة»، انطلقت شهرتها منذ نهاية سنوات الأربعينيات من القرن العشرين، فشغلت العالم والإعلام لسنوات طويلة قاربت الأربعين عاماً، مثّلت وغنّت، وكانت بأزيائها وحضورها وملامحها تقدم نموذجاً جديداً ومختلفاً للمرأة بعيداً تماماً عما قدمته مارلين مونرو.

ظلت علاقتها بوالدها، الرجل الأول والمهم في حياة كل فتاة، عقدة حياتها، فهذا الرجل لم يكن له وجود في حياة أودري، هجرها صغيرة جداً واختفى، وبسبب نجوميتها وثرائها، استطاعت العثور على هذا الوالد بعد بحث طويل، ويا للمفاجأة!

التقته فعلاً، لكنه «تلقاني ببرود، ولم يسألني عن أي شيء»، هذا ما أخبرت به الإعلام، معبرة عن خيبة أملها، إلا أنها عادت وسامحته رغبة في تعويض الأبوة المفتقدة، إلا أن ذلك لم ينجح أبداً، فتزوجت رجلاً أحبته، لكنه ظل ينظر إليها باعتبارها امرأة لا يمكنها أن تفعل أو تنجز شيئاً، لقد كان يحاول أن يجعلها تقف خلفه، وهي التي يقف العالم كله مصفقاً لها، فانفصلت عنه، بينما بقي ظل والدها عائقاً بينها وبين نجاح أي علاقة بأي رجل.

لم تكن أودري تمتلك تلك الثقة الشرسة بنفسها، كانت كياناً هشاً كجمالها، وعلى الرغم من أنه تم تصنيفها من قبل معهد الفيلم الأمريكي كثالث أعظم أسطورة سينمائية نسائية في هوليوود، وأجمل من ارتدى الملابس على المستوى العالمي، فإنها ظلت تعاني من فقدان ثقتها في جمالها!

في فيلم وثائقي عن مسيرتها تعلن عن تلك الهشاشة فتقول: «الجمال في عين الناظر، وهذا شيء لا يمكنني رؤيته، لا أرى سوى المشاكل عندما أصحو في الصباح، فأبذل قصارى جهدي لأبدو بخير، أما عندما أنظر للمرآة فكنت أفضل أن أغير كل شيء، كنت أفضل أن تكون لي قدم أصغر، وأن أمتلك أنفاً أصغر، وجسداً أكثر امتلاءً، وكنت أتمنى لو أنني كنت شقراء».

 

Email