رسائل زائفة ووعي غائب

ت + ت - الحجم الطبيعي

حكاية الرسائل المزيفة، التي يتسلمها الكثير من الناس من أرقام مجهولة المصدر، ليست جديدة، الجديد، إذا ما اعتبرناه جديداً، هو أن عصابات النصب والاحتيال أصبحت تغير أقنعتها في كل مرة ترسل فيها رسائلها، فمرة تصلك رسائل تحذير بدفع غرامات لأحد البنوك! ومرة تكاليف لخدمة من بريد الإمارات، وأخرى من سالك، ورابعة..

وهكذا، رسائل من الواضح أنها مزيفة، وغالباً ما تكون مذيّلة برابط لدفع الغرامة، فإذا صدقت وانسقت وراء الخدعة فالنتيجة معروفة سلفاً!

بالنسبة لنا جميعاً ربما، فلا يمر يوم دون تسلم رسائل تفيد بوجود ثروة طائلة، يمكنك الحصول عليها إن أنت سارعت بإرسال بعض البيانات أو تواصلت مع شخص ما، فكيف يصدق عاقل مهما كان عديم التجربة أن أحدهم سيوصي له بـ800 ألف دولار؟ ولماذا؟ إنه مجرد سؤال من الطبيعي أن نسأله لأنفسنا كمن يرش وجهه بحفنة ماء بارد، ليفيق من أحلامه، التي تطبق على خلايا دماغه!

لا أحد يوصي لشخص لا يعرفه بعشرة دولارات، فما بالك بملايين، ولا يوجد شخص عاقل بالغ متعلم لا يعلم إن كان لديه رصيد في سالك أو لا، كما أن تكاليف الطرود البريدية لها إجراءاتها المعروفة، ولم يسبق أن استوفت شركة الـ DHL أجورها عبر روابط، الذين يصدقون أن صديقاً غنياً سيتصل بهم عبر الواتس طالباً مبالغ مالية، لأنه تعرض للسرقة وهو مسافر، ولم يتصل بزوجته أو شقيقه أو والده مثلاً، هؤلاء يغيبون عقولهم بإرادتهم لا أكثر!

الذي يستدعي العجب هو أن كثيراً من الناس، وبعد أن يشتروا بضائع من مواقع مزيفة أو يحولوا مبالغ لسيدات يحتلن عليهم أو يفشوا أرقام حساباتهم السرية لأي متصل دون تردد، يعتبرون أنفسهم ضحايا، ويهرعون لأقسام الشرطة، دون أن يحملوا أنفسهم المسؤولية، بينما تقوم كل الجهات والمؤسسات داخل الدولة ببث رسائل تحذير وتوعية بشكل دائم، فلماذا لا يتعظ البعض؟ لماذا الإصرار على لعب دور الشخص الطيب الساذج المسارع للمساعدة، والذي يصدق أي شيء؟

Email