من منا لا يحب أن يكون مشهوراً؟! ألم تساورك يوماً الرغبة في أن يشار إليك بالود والورد والإعجاب حيثما ذهبت وأينما كنت؟! فإن لم يخطر ذلك ببالك، فلا شك أنها خطرت ببال ابنك أو صديقك، فالشهرة تمنح صاحبها قبولاً عظيماً بين الناس، فيتهافتون عليه ويقلدونه في كل ما يصدر عنه؛ لذلك تختاره دور الأزياء وشركات الإعلانات، هذا جزء من الحقيقة، أما الجزء الأهم فيتمثل في الوجه القاسي للشهرة وفي ما يدفعه الشخص ليحظى بها أولاً، ومن ثم يحافظ عليها.
غالباً ما يصبح الإنسان عرضة للشائعات والأكاذيب بمجرد تحوله إلى شخص مشهور، وتصبح ثرواته وأسراره وخصوصياته محل مراقبة وملاحقة دائمة، ما يعني أنه يتحول إلى هدف لوسائل الإعلام التي تحوله إلى أيقونة، وفي غمضة عين يمكنها أن تحطمه بجرة قلم فتتحول حياته إلى معاناة حقيقية.
وهكذا تتحول الشهرة إلى سجن حقيقي، فحين يصبح الشخص مشهوراً ومعروفاً، يصير من الصعب عليه أن يتمتع بحياة طبيعية كسائر الناس، مثل أن يخرج لتناول العشاء أو ممارسة التسوق أو التنزه مع عائلته، حيث يعطي الآخرون لأنفسهم حق مطاردته ومضايقته وتوجيه الأسئلة الخاصة له في عرض الطريق. لا حياة خاصة مع الشهرة، يقول البعض، لذلك يلجأ المشاهير للتخفي عند الخروج.
تصبح الشهرة وحشاً مفترساً حين تتجاوز حدودها، فتودي بأصحابها إلى مآلات خطيرة، لقد قتلت مارلين مونرو بسبب علاقتها بالرئيس جون كينيدي، وافتضح أمر الرئيس كلينتون بسبب علاقته بسكرتيرته، وانتحر أو قتل عدد كبير من مشاهير العالم، لأسباب غامضة وأحياناً معروفة، نذكر منهم: المغني الشهير مايكل جاكسون، الكاتب الأمريكي ارنست هيمنجواي، الروائي النمساوي ستيفان زيڤايج، سعاد حسني، بيتهوفن، مارادونا، عازف وكاتب أغاني فرقة البيتلز الشهير جون لينون الذي قتله أحد المعجبين به.
إن الشهرة التي ننظر إليها من الخارج ونجدها أشبه بالحلم السحري، هي في الحقيقة عالم من التحديات والضغوطات والتضحيات، إنها مصيدة يدفع البعض حياته ثمناً لانبهاره بها.
لمتابعة المقال السابق: