دبي.. البدايات المتألقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في فترة الدراسة الإعدادية، أغرمت بقراءة المجلات (كانت العربي الكويتية مجلة الجيل المفضلة) وكغيري من المراهقين في تلك الفترة، فإن خيارات الترفيه أمامنا كانت محدودة جداً، وإن تيسرت فلم يكن للنساء والفتيات منها نصيب، فإضافة لكوننا نعيش في مجتمع وأسر محافظة اجتماعياً، فإن سنوات السبعينيات الأولى لم تكن بالفترة الذهبية للانفتاح والحريات الشخصية، وكان التلفزيون الملون بالكاد قد أخذ طريقه لعدد من البيوت، أما دور السينما فكانت من الأماكن المحظورة.

كان المذياع والمكتبات الخاصة هما الوسيلتان المتاحتان للجميع والملاذ الذي نطل من خلاله في ذلك العمر على العالم من خلال العديد من برامج هيئة الإذاعة البريطانية والكتب والمجلات والروايات المترجمة التي أقبلنا عليها وشغفنا بها، وبحسب ما أتذكر فإن أشهر مكتبتين ترددت عليهما في المرحلة الإعدادية وحتى قبل ذلك ربما، كانتا (مكتبة دار الحكمة في ميدان جمال عبد الناصر (بني ياس حالياً) ومكتبة دبي للتوزيع عندما كانت في شارع نايف قريبة من مدرستنا (مدرسة الخنساء الابتدائية للبنات).

ومع بداية سنوات السبعينيات أيضاً عرف التلفزيون طريقه إلى عدد كبير من البيوت وأضيفت لنا نافذة جديدة نطل منها على العالم من خلال الأفلام العربية والمترجمة وبعض البرامج الثقافية التي كانت من إنتاج التلفزيون المصري.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن دبي قد امتلكت مكتبة عامة منذ بداية الستينيات وهي أقدم وأول مكتبة عامة في الإمارات بالمفهوم العلمي للمكتبات العامة، حيث أنشئت في العام 1962 بمنطقة الراس في ديرة على قطعة أرض منحها حاكم الإمارة لصالح مشروع المكتبة، بينما أسهم القطاع الأهلي في تكاليف البناء والإدارة، وافتتحت المكتبة رسمياً عام 1963.

بالرغم من صعوبة إيجاد من يفكر في إنشاء مكتبة عامة خلال الستينيات لصعوبة الظروف الاقتصادية والمعيشية في المنطقة، إلا أن النظرة الثاقبة للشيخ راشد بن سعيد، رحمه الله، قد حولت المستحيل إلى ممكن ورسمت توجه دبي منذ تلك السنوات، وهكذا أصبح لدى فتيات وشباب المدينة طريقاً جديداً وملاذاً عظيماً فتح أمامهم دروباً واسعة للثقافة والمعرفة.

Email