دراما رمضان.. ما الجديد؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفكرة الأساسية التي تقوم عليها فكرة الدراما التلفزيونية العربية التي تعرف بالمسلسلات التلفزيونية، هي استعادة جو الحكايات التي ترويها الجدات مساء كل ليلة يمزجن فيها الأساطير والخرافات وقصص البطولة لاستثارة الخيال، وتمرير الوقت، وتعلق قلوب الصغار بتسلسل الأحداث ومصائر الأبطال، باختصار فالمسلسلات ما هي إلا إعادة إنتاج لحكايات الجدات وألف ليلة وليلة.

وقد استغلت شركات الإنتاج التلفزيونية أجواء الصيام في شهر رمضان وتجمع العائلة بعد الإفطار ليعرض على الأسر العربية في الوطن العربي من أقصاه إلى أدناه وبمعدل يومي أعمال تلفزيونية غالباً ما تتكون من 30 حلقة تعرض في معظمها قصصاً من واقع الحياة اليومية أو من صميم التاريخ.

لقد تحولت المسلسلات العربية إلى أحد معالم ليالي رمضان، وكما ارتبطت طفولتنا بمسلسلات الكرتون، فإن مراهقتنا وشبابنا قد ارتبطا بـ«ليالي الحلمية» و«الشهد والدموع» و«المال والبنون» و«الجوارح» وغيرها. ومع مرور الزمن تطورت تقنيات الدراما وموضوعاتها ومدارسها الإخراجية وعدد حلقاتها إلا أن الدراما العربية لم تتغير إلا في حالات نادرة جداً، لقد تشبث صناعها بسياسة مضغ الموضوعات ولكن بمبالغات فجة، مواصلين استراتيجية الـ30 حلقة، في الوقت الذي حلقت فيه الدراما حول العالم إلى فضاءات أوسع وأكثر جمالاً حتى وصل إلى ضغط الحلقات لـ6 أو 3 حلقات فقط.

كانت الأعمال التاريخية ذات الإنتاج الضخم والسيناريوهات المتقنة، والممثلون الكبار مثل:(«المتنبي»، «عمر»، «ملوك الطوائف»..) تصنع الفرق غالباً في خريطة رمضان، لكن ومنذ ما يزيد على العشر سنوات اختفى هذا الخط تماماً! وعندما عاد هذا العام عاد بقوة وإثارة معاً، بمعنى أنه تم اختيار شخصيات وأحداث شديدة الالتباس لأنها منذ وقوعها وهي كذلك، ربما لإثارة الجدل وزيادة نسب المشاهدة وربما لأسباب أخرى، ويأتي على رأسها مسلسل «رسالة الإمام»، والمسلسل السعودي السوري «سفر برلك»، ومسلسل «معاوية».

هذه النوعية من الأعمال، هي أعمال جيدة بالفعل: نصاً وتمثيلاً وإخراجاً، تتنافس على ذائقة مشاهد يواجه كماً هائلاً من المسلسلات يصعب عليه متابعتها كلها وبالتالي الحكم بجودتها أو رداءتها، وهي أعمال تقدم شيئاً جديداً للمشاهد وهذا ما يحسب لها وتفتقده معظم الأعمال الأخرى.

Email