مكانة المبدع الإماراتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يكتب لي أحد القراء قائلاً: «..الإمارات اليوم عالمية، فهل الكاتب والمفكر الإماراتي عالمي؟ فإذا لم يصل لذلك بعد، فكيف يمكنه أن يكون كذلك؟ الإماراتيون اليوم في لحظة تاريخية مهمة جداً، بالنسبة لهم ولبلادهم، إنهم في بؤرة الصورة ووسطها على مستوى العالم، وإذن، فماذا يجب عليهم تعاطياً وتفاعلاً مع هذه اللحظة والمكانة؟ أن يكونوا بالمستوى المطلوب عالمياً، لكن كيف؟ يقول القارئ: ليكن للكتاب والأدباء الإماراتيين قضايا عالمية يتمحورون حولها، ويهتمون بها، لكي يصل صوتهم، أو بمعنى أدق صورتهم واهتماماتهم خارج الزمان المحلي، والمكان الإقليمي المحدود».

وبحسب فهمي لدعوة القارئ أو كلامه، فإن على الأديب أو الكاتب أو الروائي والمبدع بشكل عام، أن يكون متسقاً تماماً مع مكانة ومركز دولته ومجتمعه، خاصة حين تتوافر له الظروف والمعطيات التي تؤهله لذلك، وهنا، فإنه مع احترامي لرأي القارئ، ومدى التقدير الذي يحمله للإمارات وأدبائها، فإن هناك دوماً بوناً شاسعاً بين التقدم المادي والتقني الذي يحققه المجتمع، وبين انعكاس هذا التقدم على المجال الأدبي والفني بشكل عام، فهذا مجال أو ما يقتضيه ويحتاجه، هو التراكم المعرفي، وتراكم التجربة، وآفاق الحرية المتوافرة، والقضايا المطروحة، وتدرج التجربة الأدبية في المجتمع.

لقد قطعت التجربة الأدبية في الإمارات، ما يقارب الخمسين عاماً، حتى اليوم، لكنها لم تفصح حتى اليوم عن نتاجات ناضجة بما يكفي، وقوية بما يكفي أيضاً، بحيث تشكل استقطاباً وجذباً للقارئ، ليس الإماراتي فقط، وإنما العربي الموجود معنا في المجتمع، وفي خارج الحدود، بواسطة انتشار الأعمال الأدبية الإماراتية، بالشكل الذي يلبي طموح الكاتب والأديب الإماراتي.

ليس الدور دور الكاتب فقط في كل ذلك، فهناك أدوار أخرى يجب القيام بها عبر مؤسسات ثقافية مختلفة ومتعددة المستويات، أدوار في التشجيع والترويج والاهتمام، وغير ذلك.

Email