لا يكاد يمر علينا وقت طويل دون مفاجآت، ودون شيوع تقليعات وظواهر نقف أمامها حيارى لا نعرف ماذا نقول، هل نقبلها ونتبع السائد ونتجنب التهكم والسخرية، أم نحافظ على البقية الباقية من سمتنا وحكمتنا ونختار أنفسنا وقناعاتنا؟ لحظتها يقفز السؤال: هل نستطيع ذلك فعلاً؟ لقد أصبح قرار أن تعيش مع الجموع دون أن تكون جزءاً من عواطفهم وأفكارهم وسلوكهم أمراً في غاية التعقيد!

كنا فيما سبق إذا قابل أحد أصدقاءه سألهم عن آخر المستجدات، فيكون الجواب غالباً: لا جديد تحت الشمس! أي أن شمس اليوم قد أشرقت دون أن يحمل لنا يومها أي أمر أو خبر جديد، جيداً كان أو سيئاً، وهنا نتذكر المثل القائل (عدم وجود خبر جديد يعتبر خبراً جديداً)، فالناس تحب الثبات أكثر من التغيير.

أما اليوم فمنذ لحظة اللقاء الأولى، والأخبار الجديدة لا تتوقف، كأنك تجلس في حضرة وكالة أنباء عالمية، الكل يتحدث والكل لديه آخر خبر: آخر الأجهزة، آخر البرامج والتطبيقات، آخر المطاعم، آخر الأكلات اليابانية، أحدث أصناف القهوة، أحدث تقنيات التجميل، آخر أفلام ومسلسلات نتفليكس، آخر معارك تويتر لكسب متابعين جدد، آخر موديلات الساعات والحقائب وأحذية الرياضة ووجهات السفر، و..

مهنة (مدرب الحياة) واحدة من المهن الجديدة والغريبة التي دخلت حياتنا مؤخراً وبشكل كبير، وكنت قد سمعت عن هذا المصطلح لأول مرة منذ أكثر من 10 أعوام ربما، عندما كانت صديقة عزيزة تتردد على إحدى هؤلاء للخروج من تبعات علاقة زوجية فاشلة جعلتها كمن تعيش في عنق زجاجة، فقد كانت في أمسّ الحاجة لمختص حقيقي لديه من العلم والأدوات ما يمكنها من عبور ذلك النفق المظلم، فكانت تلك السيدة التي تمكنت بالفعل من مساعدتها بمنتهى الأمانة والمهنية.

الحياة تصنع إشكالاتها عبر تشابك الناس معها وصراعهم فيها، هذا يعني أن هناك جديداً كل لحظة، لكن ليس كل جديد مهماً، أو علينا أن نقيم له احتفالاً.. وأما الزبد فيذهب جفاءً.