عمليات بلاستيكية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت الجراحات التجميلية بداية كتدخل طبي ضروري لتفادي الآثار المترتبة على الحوادث والعمليات الجراحية التي تترك تشوهات على أجساد الكثيرين، وبالتالي فإن عمليات التجميل هذه كانت المخرج المقبول لمعاناة البعض، نساءً ورجالاً، للخلاص من تلك التشوهات التي تسبب لهم الكثير من الحرج أمام الآخرين، وقد تدمر نفسياتهم أحياناً، لكنها فيما بعد خرجت عن حدود السيطرة، وتحولت إلى تجارة قائمة بحد ذاتها، لا سقف لها، ولا حدود لتطورها واستخداماتها ومخاطرها أيضاً.

لا يمر يوم دون أن نقرأ خبراً حول الأخطاء الكارثية المصاحبة لعمليات التجميل، وهناك قصص تدمي القلب لسيدات جميلات تحولن بسبب العمليات الخاطئة إلى سيدات مشوهات يعرضن قصصهن المؤلمة للعبرة والعظة للأسف.

إن البحث عن الجمال هوس إنساني حقيقي يشبه السعي للسعادة والخلود، والإنسان المهووس به مستعد أن يركض خلفه مهما كلفه الأمر؛ لذلك تختار المزيد من النساء عمليات التجميل اليوم ليس للضرورة، ولكن للحصول على وجه وجسد ومظهر مثالي لافت ومتفوق، بينما لم يخلق الإنسان إلا ليكون إنساناً طبيعياً كما خلقه الله، فالمثال كموقف وكحياة مستحيلة الحدوث وصعبة التكلفة جداً.

إضافة لذلك فإن الآثار السلبية لهذه الجراحات التجميلية لا تعد ولا تحصى، فقد يحدث أن تؤدي الجراحة التجميلية إلى مضاعفات صحية. تتطلب جراحات التجميل تخديراً، وتتضمن شقوقاً في الجسم، ما قد يؤدي إلى مضاعفات، مثل العدوى والنزيف والندب وحتى الموت. في بعض الحالات، تخضع النساء لعمليات جراحية متعددة لتحقيق المظهر المطلوب، ما يزيد من خطر حدوث مضاعفات.

كما يمكن أن تؤدي الجراحة التجميلية إلى الإدمان. قد تصبح النساء اللواتي خضعن لعملية جراحية ناجحة مدمنات على الشعور بالتفوق والكمال، والذي يأتي مع تغيير مظهرهن الجسدي، وهذا يؤدي إلى دورة من العمليات الجراحية التي تصبح غير ضرورية بشكل متزايد، إضافة لترويج فكرة الجمال المثالي غير الواقعية، الذي يسعى له البعض بطرق شديدة الالتواء للأسف، دون أن نغفل ذلك التمييز المعتمد على المظهر الخارجي الذي تروج له هذه العمليات، ما يترتب عليه حقوق وامتيازات تذهب لغير مستحقيها.

Email