مكتبات المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

شاركت منذ مدة في جلسة عصف ذهني أعدت لها إحدى المكتبات حول (الشكل المتوقع أن تكون عليه المكتبات في المستقبل)، ولقد اجتهد المشاركون في الجلسة يومها في أن يخرجوا كل ما في جعبتهم من تصورات، ولم يوفروا تلك الفرصة لتفعيل المبدأ القائل إذا أردت أن تكون مختلفاً وتبهر الآخرين، فحاول قدر استطاعتك أن تفكّر خارج الصندوق، أي خارج الإطار المعتاد للاقتراحات والأفكار التي لا تبتعد كثيراً عن واقع اليوم.
يومها عرف البعض كيف يطبق مقولة فكّر خارج الصندوق، بمعنى كيف يفكر للمستقبل، فالمستقبل لا يعني غداً ولا بعد الغد، ولكنه يعني أبعد من ذلك بكثير، ليس بحسابات الزمن، بل بحسابات الانقلابات التي تحصل في التصورات والتطورات والتقنيات، فإذا عدنا للوراء قليلاً مثلاً، لعام 1980، هنا في دولة الإمارات، هل كان أحد يتخيل أن الإمارات سيكون لديها برنامج لغزو المريخ؟ وأنه في العام 2023 سيكون هناك رائد فضاء إماراتي يجري تجارب علمية في محطة الفضاء الدولية.
بالتأكيد لم تكن هذه الفكرة لتخطر ببال أحد، إلا أن هناك من فكر بالتأكيد ودفع بالفكرة للأمام منذ سنوات حتى أصبحت حقيقة واقعة نعيشها اليوم، إن الأحلام الخارقة، والتي لا نتصور حدوثها اليوم، قد تحققت بالفعل؛ لأن هناك من يفكّر دوماً خارج الصندوق، ومثال على ذلك هؤلاء الذين يفكرون اليوم في مكتبات المستقبل، التي ستجعل ملايين الكتب على شرائح دقيقة جداً في متناول أي شخص وأينما كان، لن تضطر لحظتها للذهاب للمكتبة، فهي التي ستأتيك وبكل بساطة.
لكن ما مصير كل هذه الإنجازات الضخمة من المكتبات التي تحاكي التحف المعمارية؟ هل سيتم إلغاؤها؟ هل ستهجر نهائيا؟ بالتأكيد لا، سوف تكون لها وظائف مستقبلية أخرى في إطار ما بات يعرف بمكتبة الأشياء! فالمكتبة التي تقدم لك اليوم الكتب والمراجع ستخرج على ذلك تماما وستحصل منها على الكثير من الخدمات، وقد بدأت بعض المكتبات تعير روادها أجهزة الحواسيب للاستخدام الطارئ لكن هذه الخدمة ستتطور بلا شك.

Email