القاعدة الثابتة في علاقة الإمارات بأشقائها وإخوتها في العروبة والإنسانية قائمة على عدة أسس؛ نصرة قضاياهم، والوقوف إلى جانبهم، ومد يد العون لهم في أي ظرف يستلزم الوقوف والمساعدة والنصرة دون تأخير، وبعيداً عن أية اعتبارات، فالأولوية عند أهل الخير للخير؛ السعي له وتقديمه على أكمل وجه.
وطوال تاريخها لم تتزحزح الإمارات خطوة واحدة عن هذه القاعدة، يشهد على ذلك سجلها الطويل والمشرّف في كل المواقع والمحافل والأزمات والمناطق الساخنة وأراضي المساعدات والمناطق المنكوبة والمتأثرة بفعل الحروب والنزاعات والأوبئة والأعاصير والزلازل، لم تفرق يوماً بين شعب وآخر، ولا بين دولة وأخرى، شبابها هناك دائماً، فرقها، اسمها، وإعلامها، كل شيء يقول الإمارات هنا، إخوتكم إلى جانبكم، اليد الصادقة والخيط الرقيق الذي يضمد جراحكم حين تتداعى المآسي والجراح، بوصلتهم تؤشر دائماً صوبكم، صوب الإنسان دائماً، هكذا كانوا، وسيبقون هكذا.
وإذا كان «الرجال يُعرفون بالحق»، كما جاء عن الإمام علي بن أبي طالب، فإن دولة الإمارات قد سجلت حضورها الإنساني القوي، وبأقوى صوره خلال الكارثة الإنسانية الأخيرة التي ألمّت بالإخوة في سوريا وتركيا إثر الزلازل الكارثية التي اجتاحت أراضيهم وحصدت الآلاف منهم، مخلّفة وضعاً كارثياً لا يمكن الإحاطة بحجمه ما لم تقف على أرض الكارثة وترى بعينيك وجميع حواسك، كما نقلها لنا شباب فريق الإغاثة الإماراتي لحظة بلحظة.
في واحدة من الرسائل المباشرة كان أحد شباب بعثة الإنقاذ الإماراتية يقدم رسالته اليومية مباشرة من مناطق الزلزال في سوريا، بينما مشاعر الألم واضحة على وجهه وهو يغالب دمع عينيه.. ذلك الصدق والتعاطف والألم الذي اكتسى به وجه (سعود) هو نفسه الذي حرك دولة بأكملها، وعلى رأسها قادتها، لتسيير قوافل الإغاثة عبر جسور جوية متواصلة وعلى جميع المستويات؛ فرق إنقاذ، مساعدات طبية، معونات غذائية، متطلبات حياتية ولوجستية، وكل ما يلزم لتأمين حياة الناجين، والبحث بلا توقف عن احتمالات وجود أحياء تحت الأنقاض، تلك هي أيادي الأمل، أيادي الإمارات البيضاء.