دبي.. مدينة الأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

صباحاً جداً، غادرت منزلي إلى مدينة العين، أمر طارئ استدعى ذلك الخروج، الطقس كان بديعاً، ولا زحام على الطريق، الزحام الوحيد كان في رأسي، حيث تتزاحم فيه الصور والذكريات والمواقف، التي تحتشد بها ذاكرة طريق دبي العين ذهاباً وإياباً، تلك الذاكرة التي تعود لسنوات مضت، عندما كنت طالبة في جامعة الإمارات، الحال غير ما هو الآن، ونحن لسنا الذين كنا، والزمان غير الزمان، تلك كانت سنوات الثمانينيات بأحداثها، وحوادثها، وإرهاصات ما سينتج عنها لاحقاً.

وضع السائق في السيارة بعض قناني الماء للطريق، قنان صغيرة، كتب على ملصقها البلاستيكي عبارة ذات وقع: سقيا الأمل (واحد من المشروعات الخيرية النبيلة لحكومة دبي)، حيث تقوم المبادرة على فكرة توفير مياه صالحة للشرب لأشخاص في أمسّ الحاجة للمياه، من خلال حفر الآبار، وإشراك الجمهور في هذا العمل، فمقابل كل عبوة يشتريها الشخص، سيكون كمن تبرع بهذه المياه للمحتاجين إليها حول العالم.

في الطريق مرت بي العديد من الإعلانات الدعائية الضخمة، لمشروعات عقارية، ومبادرات نوعية، وخطوط طيران، وشركات وبنوك و و… وكلها في دبي، دبي المدينة التي تتنفس التغيير وتحيا به، تنطلق إلى المستقبل، بأجنحة من ريح، بينما جزء من روحها مشدود إلى جذورها العتيدة، حيث صخب الصيادين والعبرات التي تقطع الخور ذهاباً وإياباً، والأحياء المتراصة، وصغار دبي وهم يغذون الخطى صوب المدارس صباحاً، قبل أن يكون هناك وزارة للتعليم، ومساءً، ستأخذهم الخطى إلى أروقة مكتبة دبي العامة بمنطقة الراس، في ستينيات القرن الماضي، بينما السفن الخشبية الضخمة تدخل مياه الخور تباعاً، قادمة من الهند وموانئ الخليج وسواحل أفريقيا، محملة بالعالم، وبضائعه وغرائبه وأحلامه!

مدينة دبي، التي قيل عنها الكثير، وكتب في مدحها أكثر، وآخر هؤلاء الفنان العالمي إدريس إلبا، الذي قال إن دبي قصة نجاح تستحق جائزة نوبل. تلك هي دبي، الفكرة المبهرة، والمدينة التي لا تشبهها أية مدينة في عالمنا العربي اليوم.

Email