من قام بطهي عشاء آدم سميث؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

(من قام بطهي عشاء آدم سميث؟)، عنوان كتاب ذائع الصيت لمؤلفته كاترين كاريل، فهل قرأتموه؟ إذا لم تكونوا قد فعلتم، فأنصحكم به، ولكن! قبل أن تتكلفوا دفع قيمة الكتاب، والوقت الذي ستمضونه في قراءته، والجهد الذي سيتخلل ذلك، فإن رجال الاقتصاد والترويج، يسدونكم نصيحة، خلاصتها أنه وإزاء كل سلعة أو خدمة تحصلون عليها، لا بد أن تبحثوا عن القيمة مقابل المال.

أولاً: يفضل عدم قراءة هذا الكتاب للذين لا يحبون الاقتصاد ولا يطيقون سيرته، والذين لا يتفقون مع النظريات البريطانية في هذا المجال، خاصة أن اسم عالمهم الاقتصادي الأشهر (آدم سميث)، صاحب كتاب (ثروة الأمم) الشهير، يتصدر عنوان الكتاب، أما أهم فئة عليها ألا تقرأ الكتاب، فهم الرجال الذين لا يؤمنون بالافكار التي تتحدث عن عمل المرأة خارج المنزل وداخله، ويجادلون كثيراً في ذلك.

لندخل في صلب فكرة الكتاب، الذي استلت منه الكاتبة عنوانها الذكي واللافت جداً: (من قام بطهي عشاء آدم سميث؟)، حيث تشرح الكاتبة فكرتها ببساطة، معتمدة على نظرية آدم سميث حول مفهوم الإنسان الاقتصادي، فتتساءل: إذا كان الجزار والفلاح والخباز والطحان و.. وغيرهم، يحصلون على أجر مقابل مساهمتهم في توفير مكونات أي وجبة غداء أو عشاء أي رجل، فهذا يعني أن أمّه أو زوجته التي تقوم بكل ما تتطلبه المرحلة الأخيرة من إعداد الوجبة، وتقديمها، لا بد أن تحصل على أجرها كذلك!

هو مدخل اقتصادي من زاوية نسوية، تبحث فيه المؤلفة عن دور عمل النساء غير المدفوع في المنزل، وبما أن هذا العمل ذو قيمة لا يمكن تجاهلها أو الاستغناء عنها، فإن القيمة لا بد أن يقابلها أجر أو مال، ولكن للأسف، فهذا المال تم إهمال حسابه عن عمد من قبل الاقتصاديين، والأزواج (ليس كلهم طبعاً، لكنها وجهة نظر الكاتبة).

الكتاب جريء جداً، كما يقول القراء، لكنه ممتع منذ صفحاته الأولى، وهو، والحق يقال، يعبّر عن وجهة نظر الكاتبة السيدة كاترين ماركيل، وليس عن وجهة نظر الكاتبة!

Email