عالقون معاً!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الفيلم الذي يحمل عنوان (أنا عالق معك) وهو فيلم رومانسي أقرب لكوميديا المفارقات، تقترب الكاميرا بشكل حميم وتفصيلي من موقف طارئ يجمع شخصين غريبين بطريق الصدفة، حيث يجد رجل وامرأة نفسيهما عالقين في مصعد، ليلة رأس السنة، وهما في طريقهما للاحتفال كلٌ بطريقته، لكنهما يتقاطعان معاً ويصبحان أقرب مما كانا يتصوران.

ففي وسط إحساسهما بالورطة التي وجدا نفسيهما فيها يبدآن في سرد وتذكر ظروف حياتهما التي جعلتهما عالقين بالفعل في علاقات وأدوار ومع أشخاص يتضح لهما من خلال رحلة المصعد أنها كلها علاقات مبنية على أسس واهية وتصورات خادعة للأسف نحاول أن نغض الطرف عنها مع علمنا بحقيقتها! منذ اللحظة الأولى تحاول الفتاة معالجة الموقف بأن تتصل بهاتف الطوارئ المعلق في المصعد أو بخدمة الطوارئ العامة، لكن الجميع يعتذر عن مساعدتهما لأن الجميع في إجازة حتى عمال الطوارئ والكهرباء، فالعالم يحتفل برأس السنة!

يظل الشاب متوتراً، ويطلب من شخص خارج المصعد أن يساعدهما أو يتصل بالشرطة، أو لفعل أي شيء، ومع تزايد توتره يقول له ذلك الشخص المجهول هذه العبارة (اهدأ، كفى تذمراً، كلنا عالقون في هذه الحياة وفي العمل والحياة العاطفية، إن جميع جهودي تذهب أدراج الرياح وأنا أحاول تحقيق أي مكسب في العمل والحب ولا فائدة، ماذا تسمي ذلك؟ يسأله، أنا أيضاً عالق)!

(كلنا عالقون في هذه الحياة) تكاد تكون خلاصة الفيلم، في علاقات عاطفية، صداقات مركبة، وظائف ليست كما نتمنى، جيران نود الخلاص منهم بأسرع ما يمكن، أحلام لم يتحقق حتى نصفها، ارتباطات أثقلت كواهلنا ولا يبدو أن هناك أملاً في الخلاص منها، أفكار تربينا عليها وأصبحت تكبلنا ولا وسيلة للخلاص منها، ماضٍ لا يغادرنا، ذكريات وحنين ملازم.. كلنا عالقون بشكل أو بآخر ولكن الحياة في النهاية تمضي بنا وبكل الذي نحن عالقون به كما الجميع، في النهاية نحن عالقون مع الحياة نفسها على ما يبدو.

 

Email