الخيط الرفيع

ت + ت - الحجم الطبيعي

حمل ملصق الفيلم المصري الشهير «الخيط الرفيع»، الذي كان من أشهر نتاجات السينما المصرية في عقد السبعينيات، وكان من بطولة الراحلين فاتن حمامة ومحمود ياسين، هذه العبارة «بين الحب وغريزة التملك خيط رفيع»، ذلك الخيط الذي ظل يلتف حول عنق بطلة الفيلم منى وهي تحاول أن تنقذ نفسها من كل الأمواج التي تتلاطم حولها، لتغرقها وتمنع عنها أي فرصة للتمتع بحياة هانئة، بسبب أخطاء الماضي، الذي لم يشأ أن يترك لها أي بصيص أمل أو فرصة غفران!

هنا، لسنا بصدد استعادة الفيلم، ولكننا لا نزال في ظل الفكرة، التي طرحنا بالأمس حول الخيط الرفيع، أو الوهمي بين الكذب والتجمل، فمتى يكون ما نفعله كذباً نؤثم عليه، ومتى يكون تجملاً نعبر من خلال جسور صعبة ما كان بإمكاننا أن نقطعها دون أقنعة معينة، تيسر لنا طريق العبور! تقول قارئة تعليقاً على مقال البارحة «… كما فهمت من مقالك، هناك خيط رفيع يفصل التجمل عن الكذب، فمتى ينتهي الأول ليبدأ الثاني؟ وهنا فالقضية أخلاقية بالدرجة الأولى، وحسمها موكول لمنظومة القيم عند كل واحد منا، ومدى حساسيتنا تجاه الأخطاء والتجاوزات بشكل عام!».

ركزت على الإعلام بشكله التقليدي «التلفزيون» وبشكله الحديث «السوشيال ميديا»، واتخذت من «إحدى المذيعات» نموذجاً، لكن هذه المذيعة التي أصبحت محل انتقاد كبير نجحت في أن تشد انتباه الجميع، وتجعل من نفسها مثار اهتمام المجتمع «بغض النظر عن كون هذا الاهتمام قد أخذ شكل السخرية أو الرفض، فهي قد نجحت بزيفها أو تجملها أو كذبها، لكن السؤال الأهم من الذي أنجحها، ومنحها مساحات الشهرة الجماهيرية التي تتمتع بها الآن؟ ألسنا نحن؟ نحن الذين ننتقد ونحتج ونعترض؟».

تقول القارئة «جميل أن ذكرتنا بإبراهيم بطل إحسان عبد القدوس، وما مثله من رغبة في اندماج مع مجتمع يجبره على الكذب، لكن هل يقبلنا المجتمع إذا كنا حقيقيين ولم نرتدِ أقنعة الكذب والزيف والنفاق؟».

 

Email