صاحب الرؤية: محمد بن راشد

ت + ت - الحجم الطبيعي

في حياة الشعوب أحداث لا تنسى، أثرت وغيرت وبنت تاريخاً جديداً لتلك الشعوب، وفي حياة الشعوب أيضاً قادة لا يتكررون، لا يتركون مجرد بصمات وأعمال عظيمة فقط، ولكنهم يؤسسون لمناهج وثقافات وأفكار في الإدارة والسياسة والتنمية والسلوك الحضري الاجتماعي، يولون السياسة جل اهتمامهم كما يعتنون بالاقتصاد والعلم والتجارة والثقافة، لا تغيب عن اهتماماتهم شاردة ولا واردة يمكن أن تقود لجلب المصالح والفائدة لمجتمعاتهم وشعوبهم إلا وكانت موضع اهتمامهم ورعايتهم وبذلهم ومتابعتهم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أحد أبرز هؤلاء القادة دون منازع.

إن أول ما يميز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد كقائد وكإنسان هو حرصه على التفوق، على أن يكون وشعبه في المقدمة، وأن يكرس ثقافة التميز في حياة دبي وأهلها والإمارات وشعبها، لأن الذي لا يسعى لأن يكون متقدماً، سيقبل دائماً بأي شيء وأي مكان، وسموه رجل لا يقبل إلا أن يكون فارساً على صهوة الحياة، يسوسها ويوجهها، ويصل بها إلى حيث يريد ويحلم، ذلك كان نهجه وسلوكه ومحتوى كل خطاباته ورسائله التي لطالما وجهها لشعبه: أنتم تستحقون الأفضل فاسعوا لأن لا تكونوا إلا في المركز الأول.

لم يهتم بالسياسة فقط وهو رجل السياسة رفيع المقام، بل إن السياسة كانت مدخله ورؤيته ووسيلته للارتقاء بكل جوانب الحياة، ففي خضم معترك السياسة بقي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ذلك الشاعر المرهف التواق، الذي اتخذ اللغة والشعر وسيلته الفضلى للتوقيع على مجمل الأحداث والمناسبات، في الانتصارات كما في الأفراح والأحزان وأيام المجد كما في أيام العزة والمسرات، شعره كان حاضراً معه، في مجالس السياسة وفلوات الصحراء.

وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد رجل ثاقب البصيرة، عالمي الرؤية، لم يقبل بحدود ولم يعترف بحواجز ومآزق ومصاعب، ظل وفياً لروحه الوثابة وإيجابيته العالية وشعره الجميل ورغبته في أن يرى دولته وشعبه في مقدمة الركب دوماً، محتكماً لعروبته ودينه وتاريخ أمته وإرث آبائه وأجداده وطموحات قومه.. فكم نحن محظوظون بأبي راشد وكم هي الإمارات غنية وعظيمة طالما وجد فيها عظيم مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد.

 

Email