خيارات مغايرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بمناسبة العام الجديد، والاحتفالات العظيمة والرائعة التي انطلقت في جميع أنحاء العالم، وجب تقديم أجمل الأمنيات، فبرغم كل ما يحصل يبقى الأمل الخيار الوحيد المتاح للعبور للعام الجديد بسلام. فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل. كما أن علينا أن نوجه رسالة خلاصتها: أن السلبية والتعنت، وردات الفعل الغاضبة أو غير الراضية، ليست هي الطريقة الصحيحة لفهم ما يحدث في العالم والتأقلم معه، ولتفهم احتياجات المرحلة الراهنة والمقبلة من التطوير والبحث عن البدائل لضمان سير عجلة الاقتصاد وحياة المجتمعات عامة.

إن الجميع يقرؤون ويطالعون اليوم ما يعرض عليهم ليفهموا ما يدور حولهم، وما تحتاجه الحياة الإنسانية من ثروات وإمكانيات وأفكار خلاقة لاستمرار منجزات الحضارة الإنسانية، وأن كل ـ أو لنقل معظم ـ المعلومات والحقائق والأخبار والخطط التي تدار بها سياسات العالم، وما يتعرض له البشر من مخاطر وتحديات متاح وفي متناول يد الجميع، وما علينا سوى أن نقرأ لنفهم ونعي لا لنتصارع ونزداد تعنتاً!

إن ما يحدث اليوم، برغم كل التحديات، هو المزيد من التوتر والأزمات الاقتصادية، والفقر، بما في ذلك بعض دول الشرق الأوسط، ولعل التطرف هو أحد أبرز الأسباب المؤدية لذلك، إذن فلماذا لا يتوقفون ويمنحون أنفسهم فرصة استغلال كل القدرات التي يمتلكونها، وأولها قدرة التفكير بما يعود عليهم بالفائدة، وأن يتوقفوا عن المضي أكثر في هذا الطريق، حتى لا تتحول البشرية إلى سيارة فائقة السرعة ولكن بلا مكابح!

ما الضرر في أن نضع هذه المكابح لننعم بالأمان والسلام؟ أليس من حق المنطقة وشعوبها أن يراهنوا على الأمان والازدهار؟

ثم إن من نواميس الكون أن تمر الإنسانية بمراحل تغيير مستمرة، ومن ذكاء المجتمعات أن توازن بين متطلباتها وما تفرضه مراحل التغيير، وكما تفعل المجتمعات، على الأفراد أن يفعلوا كذلك.

Email