الكتابة بأسماء مستعارة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الأدب كما في الصحافة ظهرت المرأة المبدعة إلى جانب الرجل، فكتبت كما كتب وأبدعت كما فعل، لكن لأسباب مختلفة اضطرت المرأة إلى إخفاء اسمها وهويتها خلف قناع من اسم مستعار أو اسم وهمي، لأسباب معروفة أو مفهومة في فترات معينة من عمر المجتمعات المحافظة، فأن تُظهر المرأة اسمها أمام الناس يوازي أن تكشف بوجهها أمام الغرباء، لذلك كانت الأسر لا تتسامح في كل ما يمكن أن يؤدي لكشف أسماء بناتها والعمل في الأدب والصحافة أحد هذه المجالات.

المفارقة هنا أن الأمر انطبق على الرجال كذلك، فكان هناك بعض الرجال ممن اختاروا أسماء نساء (كما فعل الصحفي المصري مفيد فوزي عندما كتب تحت اسم نادية عابد)، وأعرف أديبات كتبن بأسماء مستعارة، بينما كتبت باسم كامل، ولكل ظروفه، لكن البدايات غالباً ما تكون صعبة فيما يخص المرأة تحديداً في مجتمعاتنا المحافظة، لكن ذلك كله أصبح من ذاكرة التغيير الذي مررنا به وعبرناه.

إن الأسماء الوهمية أو المستعارة كانت حلاً أمام كبار الأسماء الأدبية لتجنب الاصطدام مع مجتمعاتهم وعائلاتهم خاصة إذا كانوا ينتمون لعائلات وأسر ذات خصوصية أو حساسية طبقية أو اقتصادية، كما فعل إريك آرثر بلير الذي كتب تحت الاسم المستعار (جورج أورويل) تجنباً لإحراج أسرته حين كتب في السياسة، بينما تخفى كتّابٌ مشهورون خلف أسماء مستعارة خوفاً على حياتهم في الولايات المتحدة في مرحلة المكارثية لأنهم كانوا يحملون رأياً معارضاً أو مخالفاً للسلطة أو لتوجهات تلك الفلسفة.

ومثل جورج أورويل كان فولتير هو الاسم المستعار للكاتب الفرنسي فرنسوا ماري آروويه، الذي اختار هذا الاسم لكي لا يتبرأ من علاقته بأسرته عندما خير بين الكتابة وعدمها، أما (جورج صاند) فهو الاسم المستعار الشهير لـ«أورور أرماندين دوبان» البارونة التي اختارت التخفي باسم رجل، ومثلهما «جان باتيست بوكلان» الذي أراد أن يبتعد بنفسه عن عائلته البرجوازية فكتب تحت اسم موليير، كذلك فعل الضابط الجزائري (محمد مولسهول) عندما كتب أجمل الأعمال تحت اسم (ياسمينة خضرا) بسبب حساسية عمله العسكري!

Email