رحلة الصعود التي لن ننساها

ت + ت - الحجم الطبيعي

سنظل نتذكر هذه الأيام كثيراً، بكثير من الفخر والفرح والامتنان، كلما أعلن عن تأهل فريق عربي لخوض منافسات عالمية في أية رياضة، أو مشاركة أو مناسبة في أي مجال، ستبقى هذه الروح الوثابة والمتفائلة، التي سادت رحلة المتعة والأمل، التي قطعناها مع المنتخب المغربي لكرة القدم، وهو يخوض أجمل منافساته أمام أعتى وأعرق المنتخبات العالمية، تحكمنا، وتعيدنا إلى المنطق الذي علينا التفكير به، منطق الندية أمام الآخر، لا منطق الانهزامية والتخاذل، الذي فُرض علينا، وقبلناه طويلاً، للأسف الشديد.

ما فعله شباب المنتخب المغربي في رحلة الصعود إلى مربع الكبار، لم يكن مجرد مباريات كروية رابحة، لقد كانت رهانات نفسية، واختبارات ثقة، على جانب كبير من الأهمية، ربحها وطن عربي بجميع بلدانه وشعوبه، أولئك الذين ظلوا مشدودين لأيام وأيام، إلى جداول المباريات، وأقدام اللاعبين المغاربة، وهم يقدمون أحد أكبر إنجازات العرب في مضمار الرياضة، بروح لم يشهدها العرب منذ تأسست بطولة كأس العالم، ولعبت أولى مبارياته في أوروغواي، التي حازت أول بطولة عام 1930.

في المباراة التي جمعت فرنسا والمغرب، والتي دارت مؤخراً لفرز الطرف الثاني الذي سيقابل الأرجنتين في تصفيات الكأس، كان الجميع في مطعم القرية النوبية المطل على مياه النيل، يتلو أدعية التوفيق للمغرب، كان الجميع يتابع بتخوف وقلق، مع أن الجميع كانوا يترقبون وقت تلك المباراة بفارغ الصبر، كان الخوف على طفل الأمل والفرح، الذي نما سريعاً، وتمدد على اتساع الرقعة العربية، لم يكن هناك من سيغضب أو يشتم أو يلوم اللاعبين، إذا لم يجتازوا عقبة الديوك الفرنسية، لكننا جميعاً تمنينا لو يلتهم الأسود تلك الديوك، ويقفزوا إلى ما كان منذ أيام مستحيلاً!

لم يحدث ما تمنيناه، لكن الواقع يقول بأن ما تحقق، تجاوز ما تمنيناه وحلمنا به، فقط عندما آمن الشباب بأنفسهم، وآمن بهم وطن بكامله، جعل منهم تميمة أمل ومستقبل، لذلك، فلا داعي اليوم لنظريات المؤامرة، فتلك هي الكرة، وقد لعبها الشباب كما ينبغي وأجمل.

Email