قائمة الطعام والانتقام !

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل عرض فيلم «قائمة الطعام» في دور السينما قام صناع الفيلم بعرضه على 55 ناقداً سينمائياً عالمياً، من خلال موقع التقييمات المتخصص «الطماطم الفاسدة»، والذي حصل على 89 % كمتوسط تقييمات النقاد، ما اعتبره الكثيرون تقييماً متوسطاً لفيلم يثار حوله الكثير من الكلام، تدور حكاية الفيلم حول مغامرة تناول الطعام من قبل مجموعة أثرياء في جزيرة نائية، وفق قائمة أعدها أحد أشهر الطهاة.

الفيلم إثارة نفسية بامتياز، يحاول بطله «الطاهي المعلم» أن يضفي جواً من الفكاهة على عرضه، الذي قدمه خلال تقديم أطباقه المختلفة، لكنها الكوميديا السوداء، التي تستعرض فنون القتل والتعذيب الأمريكية بدم بارد، وبلا مبررات مفهومة بالنسبة للمشاهد، مبرر القتل الوحيد الذي أراد الجمهور تحميل جرائم القتل عليه هو الغضب من الأثرياء، ورغبة الانتقام المبيتة.

الطاهي الشهير يقدم لنخبة المجتمع من المشاهير، ونجوم المال والصحافة والأثرياء، خلاصة خبرته وتجربته العميقة في إعداد الوصفات، وتقديم الأطباق، ويفني حياته في تأسيس هذه الحياة، التي يحسده عليها أقرب العاملين معه على أساس الاجتهاد والإبداع، لتقديم الأفضل والمختلف، لكنه حين يسأل أحدهم عن نوع أحد الأطباق التي تناولها عنده، خلال المرات التي جاء إلى مطعمه، يخفق هذا الشخص في تذكر اسم واحد من تلك الأطباق.

سيدفع مجموعة لقتل أنفسهم، وسيتولى هو قتل البقية بأكثر الأشكال بشاعة وارتباطاً بالطعام، لكن كمشاهد لن تكون مقتنعاً بكل ما تراه، وستناقش كثيراً تلك الأفكار والأسئلة، التي تسربت إليك من خلال المشاهد والحوار، لكنك، لن تجد مبرراً للقتل المجاني، إلا إذا كنت أحد الذين يرون أن القتل هو المخرج الأسهل لأي مأزق، أو إذا كنت تعرف ما وصل إليه المجتمع الأمريكي في تناوله وتعاطيه لموضوع القتل!

شخص واحد لم ينتهِ مقتولاً في الفيلم هي السيدة التي رفضت تناول طعام الأثرياء، واكتفت بطلب شطيرة «هامبرجر» بالجبن الأمريكي، بمبلغ 9,95 دولارات فقط، جلست تلتهمها بتلذذ، بينما يلوح حريق ضخم في المطعم، الذي تم تفجيره على يد الطاهي! فماذا علينا أن نستنتج من ذلك؟

Email