إلى أين تذهب الحياة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلنا نعلم أننا أمام حياة تتغير بشكل جذري، ما يعني أننا أمام تحديات كبيرة، تتجاوزنا كأفراد واحتياجات بسيطة، لتطال إلى مجتمعات كاملة ودول وبشر حول العالم، هذه التغييرات الجذرية، ترتبط بسيطرة تقنية المعلومات والخدمات الإلكترونية على الحياة حولنا، حصل هذا التغيير منذ اكتشف الإنترنت أولاً ثم عندما قرر العالم أن نتخلص من أعباء المعاملات والإجراءات التقليدية التي تتم عبر جيوش من الموظفين وأطنان من الورق وساعات مهدرة من وقت التطور.

منذ ذلك الوقت والعالم يسير بقوة باتجاه الحياة التي يسيرها الذكاء الاصطناعي، المتجسد في برامج الكمبيوتر والتكنولوجيا، لمضاعفة الأرباح وتقليل نسب المخاطر والخسائر.

وسط عالم الذكاء الاصطناعي هذا، كنمط حياة حالي ومستقبلي، يجد الإنسان العادي، ذو التعليم والاهتمامات البسيطة نفسه وسط عالم تتقاذفه فكرتان متناقضتان تماماً: فكرة التعقيد المطلق، في موازاة فكرة تسهيل كل شيء وجعله في متناول اليد؛ إنّ هاتين الفكرتين تشكلان التحدي الأكبر لملايين من الذين يعلمون أن العالم لن يتراجع عن مراهنته على التقنية، لذلك فما عليهم سوى مسايرة هذا التغيير ومعرفة كيف يتعاملون معه، ويتقبلونه ببساطة وهدوء حتى يتحول إلى نظام حياة!

تخرج إلى محل بيع الزهور الذي تعرفه جيداً لتشتري باقة ورد ترسلها لقريبك الذي عاد من السفر البارحة، أو لصديقك الذي يعاني أزمة مرضية، أو لتضعها على طاولة المطبخ فتنعش بها نهارك، تفاجأ عندما تصل أن المحل مغلق، تذهب لآخر فإذا به مثل سابقه قد أغلق أيضاً، تسأل رجل الأمن في المكان فيقول لك (المحلات خسرت فاضطرت للإغلاق) الناس أصبحت تشتري طعامها وملابسها وبقالتها وتقابل أصدقاءها وتعقد اجتماعاتها.. عبر تطبيقات إلكترونية بمنتهى السهولة، أليس هذا ما يحدث؟ هل كنا نتخيل شيئاً من هذا منذ عشر سنوات؟

لكن ما هو مصير الحياة الإنسانية العادية التي كان الإنسان يمارسها ولا يزال؟ إلى أين تذهب العلاقات المباشرة واللقاءات، ومظاهر الحياة التي اعتدناها، ولا زلنا متعلقين بها؟ هذا هو السؤال/‏ التحدي!

Email